أقلّهما إجراؤه مجرى عصا ورحى (١) ، كالحكم إذا أضيف إلى المظهر. والأخرى : وهي أكثرهما أن يجرى مجرى المثنّى ، فيعرب بالحروف ، ووجهه أنّه لمّا (٢) أضيف إلى مثنّى مضمر متّصل صار كأنّه معه كلمة (٣) واحدة ، فقوي أمر التثنية فيها لفظا ومعنى ، فأجريت مجرى المثنّى / في الإعراب (٤).
وقال أكثر البصريّين : هو (٥) معرب تقديرا مطلقا ، وقلبت ألفه في النّصب والجرّياء تشبيها لها بألف «لدى» و «على» في لفظها ولزومها الإضافة ، ولم تقلب في الرّفع لأنّ «لدى» و «على» لا تقعان في الرّفع ، فتثبت (٦) على حالها (٧) ، وهو جيّد ، إلّا أنّ ما (٨) ذكرناه أولى لقوّة المناسبة المذكورة على ما ذكروه ، ولأنّ قلب الألف في «لدى» و «على» على خلاف القياس ، وأيضا فإنّها ألف في مبنيّ ، فلا يلزم مثله في المعرب ، ولأنّه اسم معرب اختلف آخره عند اختلاف العامل ، فوجب أن يكون إعرابا كغيره.
وكان ينبغي أن يذكر (٩) لفظ «اثنين» في أنّ حكمه هذا الحكم أيضا ، ولا يستقيم تركه ، فإنّه لا يدخل في باب المثنّى ، لأنّه ليس بمثنّى ، إذ حقيقة المثنّى مفقودة فيه ، وهو مع ذلك معرب إعراب المثنّى ، وكذلك البواقي.
ثمّ ذكر القسم الثالث فقال : «وفي التثنية والجمع على حدّها».
ويعني بقوله : «على حدّها» (١٠) الجمع الصّحيح ، وإنّما كان على حدّها لأنّه يسلم فيه بناء الواحد ، كما يسلم في المثنّى ، وذلك أنّ المثنّى لا يكون إلّا كذلك ، والجمع انقسم إلى قسمين :
__________________
(١) قال السيوطي : «وبعض العرب يجريهما مع الظاهر مجراهما مع المضمر في الإعراب بالحرفين وعزاها الفراء إلى كنانة ، وبعضهم يجريهما معهما بالألف مطلقا» الهمع : ١ / ٤١ وانظر شرح التصريح : ١ / ٦٨.
(٢) سقط من ط : «لمّا» ، خطأ.
(٣) في ط : «ككلمة».
(٤) انظر تعليل إعراب كلتا وكلا بالحركات والحروف في أمالي ابن الشجري : ١ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٥) سقط من د. ط : «هو».
(٦) في ط : «فبقيت».
(٧) انظر الإنصاف : ٤٥٠.
(٨) في ط : «لأن ما» ، تحريف. وانظر أسرار العربية : ٢٨٦ ـ ٢٨٩.
(٩) أي : الزمخشري.
(١٠) أي : التثنية.