قيل : يقربون منهم من أجل المنابذة ، أو انتفى بعدهم من أجل المنابذة ، لا ب «يبعدون» ، فإنه يفسد المعنى ، وكذلك لو قدّرته حالا بمعنى منابذين (١) ، «يقضى منه العجب» : ينهى ، أي : يبلغ نهايته ، من «قضى حاجته» ، أو يفعل من : «قضيت كذا» أي : فعلته ، أو يحكم منه بالعجب من «قضيت كذا» أي حكمت به (٢) ، والعجب يكون للتعجّب ولما يكون منه التعجب (٣) ، وقول الأصمعيّ : «العرب تقول : ما كدت أقضي العجب ، والعامّة تقول : قضيت العجب» (٤) لم يوافق عليه ، والتحقيق يأباه ، كان المنفيّ مثبتا ما بعد كاد أو لم يكن (٥) ، و «حال» أفصح من حالة ، وتأنيث الحال أكثر (٦) ، ويقال حالة أيضا لواحدة الحال كحاجة وحاج ، و «الإنصاف» النّصفة ، وهو إعطاء / الحقّ ، من النّصف ، كأنّه لزم النّصف المخصوص به (٧) ، ولذلك سمّي نصفا أيضا ، قال الفرزدق (٨) :
ولكنّ نصفا لو سببت وسبّني |
بنو عبد شمس من مناف وهاشم |
و «الفرط» : تجاوز الحدّ ، و «الجور» : الميل عن القصد ، و «الاعتساف» : سلوك غير الطريق ، «لا يدفع» : لا ينكر ، «لا يتقنّع» : لا يتستّر ، «مشحونة» : مملوءة ، و «الاستظهار» : الاستعانة ، و «التّشبّث» : التّعلّق ، «بأهداب» : بأطراف ، جمع هدب وهدبة ، وهي الخملة (٩) ، «مناقلتهم» : مفاعلة من النّقل ، أي : ينقل إليهم وينقلونه (١٠) ، و «محاورتهم» : مراجعتهم ، والمناظرة : إمّا من
__________________
(١) جعل ابن يعيش «منابذة» منصوبا على أنه مصدر في موضع الحال. انظر شرح المفصل : ١ / ٨.
(٢) انظر هذه المعاني في اللسان (قضى).
(٣) انظر اللسان (عجب).
(٤) نقل ابن يعيش عن الأصمعي في كتابه «فيما يلحن فيه العامة» قوله : «يقولون : قضيت العجب من كذا ، والصواب ما كدت أقضي منه العجب» وعقب فقال : «ولا يبعد جوازه إذا أريد الإكثار من العجب تفخيما لسببه». شرح المفصل : ١ / ٨. وقال الزبيدي : «وقولهم : لا أقضي منه العجب قال الأصمعي : لا يستعمل إلا منفيا». التاج (قضي) ، ولم يعقب الزبيدي بشيء على كلام الأصمعي.
(٥) سيتكلم الشارح على هذه المسألة بالتفصيل في باب الأفعال الناقصة الورقة : ٢١٠ ب من الأصل.
(٦) انظر المذكر والمؤنث لأبي بكر الأنباري : ١ / ٣٧٨ ، والمذكر والمؤنث لابن جني : ٦٥ ، والمخصص : ١٧ / ١٤.
(٧) سقط من ط : «به».
(٨) البيت في ديوانه : ٨٤٤ والكتاب : ١ / ٧٧ ، والمقتضب : ٤ / ٧٤ ، والإنصاف : ٨٧ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٧٨ ، ومعاهد التنصيص : ١ / ٤٧.
(٩) «الهدبة : الشعرة النابتة على شفر العين ، والجمع هدب .. وجمع الهدب : أهداب» اللسان (هدب).
(١٠) في ط : «وينقلونها» تحريف. والضمير يرجع إلى «العلم» من كلام الزمخشري.