المجرّد فالمرّة منه على لفظ المصدر المستعمل (١)
«وأمّا ما في آخره تاء فلا يتجاوز به المستعمل بعينه».
هذا الكلام وقع [من المصنّف](٢) سهوا ، لأنّه مثّله بما زاد على الثلاثة ، وقد ذكر أنّ ما زاد على الثلاثة لا يتجاوز المستعمل ، فلا وجه لقوله بعد ذلك : «وأمّا ما في آخره تاء فلا يتجاوز به المستعمل بعينه» ، / وإنّما كان يصحّ لو ذكره مع الثّلاثيّ ، فإنّ المرّة من الثّلاثيّ المجرّد إذا كان في المصدر تاء لا يتجاوز به ، فكان الصّواب أن يذكره قبل قوله : «وهو ممّا عداه» (٣) ويمثّله بنحو : طلبة ونشدة وكدرة وغلبة وسرقة ودراية (٤)
قوله : «وتقول في الضّرب من الفعل : هو حسن الطّعمة».
أمّا فعلة بكسر الفاء فموضوعة للدّلالة على النوع من الفعل ، فإذا قلت : الجلسة فمعناه النوع من الجلوس ، وإذا قلت : الجلسة بالفتح كانت الواحدة من الجلوس ، أيّ جلوس كان ، وإذا قلت : الجلوس كان اسم جنس للجلوس مطلقا ، ثمّ الجلسة تطلق على المرّة أيضا باعتبار النّوع ، وهو على لفظه ، فلذلك تقول : جلسنا جلسة فتستعمله للنوع ، وإن لم يكن للمرّة من (٥) غير تغيير لمّا كان فيه التاء.
«وقالوا فيما اعتلّت عينه من أفعل واعتلّت لامه من فعّل» إلى آخره.
لأنّه إذا اعتلّت عينه حذفت في المصدر لأنّك تقول : أقام ، فقياس مصدره إفعال ، فأصله إقوام ، فأعلّوا الواو كما أعلّوها في الفعل ، وإن لم تقم ، فيها علّة الإعلال ، فانقلبت ألفا ، فحذفت لالتقاء السّاكنين هي وألف إفعال ، فبقي «إفال» محذوف (٦) العين (٧) فعوّضوا منه تاء فقالوا : إقامة.
__________________
(١) سقط من ط من قوله : «وأما ما عدا» إلى «المستعمل». خطأ.
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) جاء في حاشية د : «أي ما عدا مصدر المرة الثلاثي». ق : ١٢١ ب.
(٤) مذهب ابن الحاجب أنّ المصدر إذا كان فيه تاء وكان فعله ثلاثيا مجردا فالمرة منه على مصدره المستعمل ، وقد انتقده الرضي وقال : «ولم أعثر في مصنف على ما قاله ، بل أطلق المصنّفون أن المرة من الثلاثي المجرد على فعلة ... والذي أرى أنّك تردّ ذا التاء أيضا من الثلاثي إلى فعلة فتقول : نشدت نشدة بفتح النون». شرح الشافية : ١ / ١٧٩ ، وانظر الكتاب : ١ / ٤٥ ، والسيرافي : ١٣٧ ـ ١٤١ ، ٢٢٧ ـ ٢٢٩.
(٥) في ط : «في».
(٦) في ط : «بحذف».
(٧) هذا مذهب الفراء والأخفش وتبعهما الزمخشري وابن الحاجب ، ومذهب الخليل وسيبويه أن الألف الزائدة هي المحذوفة ، انظر الكتاب : ٤ / ٨٣ ، ٤ / ٣٥٤ ، ومعاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٥٤ ، والمقتضب : ١ / ١٠٥ ، والسيرافي : ٢١٦ ، والمنصف : ١ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، وشرح الشافية للرضي : ٣ / ١٥١ ، ١ / ١٦٥