المزيد فيه والرّباعيّ فجاء منه اسم المفعول في موضع المصدر قياسا ، كقولك : أخرجته مخرجا وانطلق منطلقا على ما ذكره آخرا.
وقوله تعالى : «(بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦))(١) أورده على أنّه واقع موقع المصدر ، وإنّما يستقيم ذلك فيه على تقدير أن تكون الباء غير زائدة (٢) وقد ذكر في فصل حرف الجرّ أنّها زائدة ، وعلى تقدير أن تكون زائدة لا يكون «المفتون» إلّا اسم مفعول على بابه (٣) إذ لا يستقيم أن يقال : «أيّكم المفتون» بمعنى «أيّكم الفتنة» ، وإنّما يستقيم / بأن يقال : «بأيّكم المفتون» على معنى «بأيّكم الفتنة» ، وذلك يكون إذا لم تكن زائدة ، والقولان [يعني زيادة الباء وعدمها](٤) مذكوران ، فاستعمل أحدهما في فصل الجرّ (٥) والآخر استعمله ههنا ، وقوله (٦)
..... |
فإنّ المندّى رحله فركوب |
أي : فإنّ التّندية ، والتّندية ترداد الإبل إلى الماء لتشرب عللا بعد النّهل ، فيقول : إنّ موضع تنديتها رحلتها وركوبها ، كقول القائل : «عتابك السّيف» (٧) أي : موضع العتاب السّيف ، لا أنّ العتاب السيف (٨) على الحقيقة ، كما أنّ التّندية ليست الرّحلة والرّكوب ، وإنّما هو على معنى موضعها وعوضا منها ، وقوله : (٩)
__________________
(١) القلم : ٦٨ / ٦.
(٢) قال بهذا الحسن والضحاك ، انظر إعراب القرآن للنحاس : ٥ / ٧ ، والبحر المحيط : ٨ / ٣٠٩ ، وانظر السيرافي : ٢٥٣ ـ ٢٥٤
(٣) هو قول قتادة وأبي عبيدة ، انظر مجاز القرآن : ٢ / ٤٦٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٥ / ٧ ، والبحر المحيط : ٨ / ٣٠٩ ، وانظر ما سيأتي ورقة : ٢٢٨ ب من الأصل.
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) انظر ما سيأتي ورقة : ٢٢٩ أمن الأصل.
(٦) صدر البيت : «ترادى على دمن الحياض فإن تعف».
وقائله علقمة بن عبدة التميمي ، وهو في ديوانه : ٤٢ ، والكتاب : ٣ / ١٩ ، والمفضليات : ٣٩٤ ، وورد بلا نسبة في المقتضب : ٢ / ٣٩ ، والخصائص : ١ / ٣٦٨ ،
وترادى : مقلوب تراود ، والدّمن : الماء إذا سقط فيه التراب.
(٧) انظر : الكتاب : ٣ / ٥٠
(٨) في ط : «لأن العتاب ليس السيف ..»
(٩) نسب الرجز في الكتاب : ٤ / ٩٦ ـ ٩٧ إلى رؤبة ، وهو في ديوانه : ٢٥ من أرجوزة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك ، وورد أيضا في ديوان العجاج : ٢ / ١٨٢ من أرجوزة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك أيضا.