[أي على أنّه صوت](١) كأنّهم لمّا رأوه لا يخلو عن صوت في العادة أجروه مجرى الصّوت.
«والذين قصروه (٢) جعلوه كالحزن» (٣)
لأنّه ليس بصوت على الحقيقة ، فلم يجروه مجرى الأصوات ، فيكون مدّه قياسا ، وليس قصره بقياس أيضا ، إذ ليس له أصل في الصّحيح مفتوح ما قبل الآخر فيحمل عليه.
قوله : «والعلاج كالصّوت».
يعني الأسماء المضمومة الفاء التي هي موضوعة لمزاولة الأشياء وعلاجها ، قياسها أن يكون قبل آخرها ألف كالأصوات ، فإذا وقعت في المعتلّ الّلام صار (٤) حرف العلّة متطّرّفا بعد ألف زائدة ، فيقلب همزة ، وهو معنى الممدود ، ومثّل المعتلّ بالنّزاء ، يقال : نزا الذّكر على الأنثى ينزو نزاء ، والمعروف فيه الكسر (٥) وإنّما النّزاء داء يأخذ الشّياه ، ومثّل الصّحيح بالقماص ، يقال : قمصت الدّابّة إذا رفعت يديها ورجليها على غير ترتيب (٦)
قوله : «ومن ذلك ما جمع على أفعلة».
فإنّه جمع مخصوص بما قبل آخره / حرف مدّ ، فإذا بنيت منه المعتلّ وقع حرف العلّة بعد الألف ، فينقلب همزة ، ومثّله بأكسية وأقبية ، ومفرده كساء وقباء ، والصّحيح كقولك : قذال (٧) وأقذلة ، وحمار وأحمرة.
«وقوله : (٨)
__________________
(١) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٢) بعدها في د : «يعني البكاء».
(٣) ما زال كلام الزمخشري منقولا عن الخليل انظر الكتاب : ٣ / ٥٤٠
(٤) في د : «جاء».
(٥) «حكى الكسائي النزاء بالكسر ، والنّزاء : داء يأخذ الشاء فتنزو حتّى تموت». اللسان (نزا) ، وانظر المقصور والممدود لابن ولاد : ١١٢.
(٦) «قمص الفرس : أن يرفع يديه ويطرحهما معا ويعجن برجليه» اللسان (قمص).
(٧) «القذال : جماع مؤخّر الرأس من الإنسان» : اللسان (قذل).
(٨) هو مرّة بن محكان ، والبيت بهذه النسبة في المقتضب : ٣ / ٨١ ، وشرح السبع الطوال : ٤٩٩ ، والخصائص : ٣ / ٥٢ ، وشرح شواهد الشافية : ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، والمقاصد للعيني : ٤ / ٥١٠ ، والطّنب : الحبل الذي تشدّ به الخيمة.