«فصل : وتقول في غزو وظبي»
ممّا آخره ياء أو واو من الثلاثيّ السّاكن الحشو : غزويّ وظبييّ بلا خلاف ، إذ لا استثقال لسكون ما قبلهما ، لأنّ كلّ واحدة منهما (١) تخفّ عند سكون ما قبلها.
فأمّا ما لحقته تاء التأنيث ففيه خلاف ، مذهب سيبويه والخليل أنّه في حكم الأوّل [الذي لا تاء فيه](٢) ، فيقولان في غزوة وظبية : غزويّ وظبييّ أيضا ، لأنّه ساكن الأوسط ، فاستخفّ. ومذهب يونس غزويّ وظبويّ (٣) [بفتح الأوسط](٤) ، وله شبهتان :
إحداهما : أنّ العرب تقول في النّسب إلى بني زينة (٥) وقرية : زنويّ وقرويّ ، وهو محلّ الخلاف كالأوّل ، [فيكون في حيّز المنع](٦) ، فوجب إلحاق ذلك به.
وثانيهما : أنّهم يكرهون الثّقل باجتماع (٧) الياءات في المؤنّث كما كره ذلك في نحو : كريمة ، ولم يكره في نحو : كريم ، وإذا كره اجتماع الياءات (٨) قلبت الياء الأولى واوا وحرّك ما قبلها بالفتح كما قلناه في يدويّ.
ومذهب سيبويه أولى ، وما ذكره (٩) من المسموع نادر لا ينبغي أن يجعل أصلا ، والاستثقال الذي يشير إليه غير معتدّ به لمخالفة أكثر النّسب فيه ، ثمّ هو باطل ببنات الواو ، إذ لا تستثقل (١٠) حتّى يفتح / ما قبلها ، ولذلك عذره الخليل في بنات الياء دون بنات الواو (١١) لمّا كانت شبهة الاستثقال مختصّة بها.
__________________
(١) في الأصل ط : «لأنهما تخف ...». وما أثبت عن د.
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، والمقتضب : ٣ / ١٣٧ ، وممن وافق يونس في هذه المسألة الزجاج ، انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ١٥٣ ، وارتشاف الضرب : ١ / ٢٨٨
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) هم حيّ من العرب ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٧
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٧) في د : «باعتبار اجتماع».
(٨) في ط : «وإذا اجتمع الياءات».
(٩) أي : يونس. وفي ط : «وما ذكره يونس».
(١٠) في ط : «لا ياء تستثقل» ، مقحمة.
(١١) سقط من د : «دون بنات الواو». خطأ ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٧.