«سفين وسفينة» وأشباههما على وجه الشّذوذ.
«وعكس تمر وتمرة كمأة وكمء (١)».
أي : ما فيه التاء للجمع وما حذفت منه للمفرد ، فهو عكس تمرة وتمر.
ثمّ قال : «وقد يجيء الجمع مبنيّا على غير واحده المستعمل نحو أراهط».
لأنّ أفاعل ليس من أبنية فعل ، وأباطيل ليس من أبنية فاعل ، وأحاديث ليس من أبنية فعيل وأعاريض ليس من أبنية (٢) فعول ، وأهال على فعال زادوا فيه ياء للإلحاق ، فاعتلّت كما اعتلّت ياء جوار ، فلذلك يجري مجراه ، وليال مثله ، قال الله تعالى : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ)(٣) ، وليس في المفرد ياء بعد الّلام الثانية ، فدلّ على أنّها للإلحاق ، وأمكن قد تقدّم (٤)
قوله : «ويجمع الجمع».
يعني أنّه قد يجمع لا على أنّه يطّرد قياسا ، ولكنّه كثر في جمع القلّة ، وقلّ في جمع الكثرة إلّا بالألف والتّاء ، فإنّ [جمع الجمع فيه يكثر ، وإن كان](٥) الجميع لا يثبت إلّا بالسّماع (٦) ثمّ ذكر من كلّ ذلك أمثلة.
قوله : «ويقع الاسم على الجميع لم يكسّر عليه / واحده».
قال : هذا فيه خلاف ، والصحيح ما ذكر (٧) لأنّ الجمع إنّما يثبت كونه صيغة جمع إذا كثرت جمعا ، فأمّا أبنية نادرة استعمالها جمعا فلا يثبت كونها جموعا ، والذي يدلّ على أنّها ليست بجمع
__________________
(١) الكمء : نبات يخرج كما يخرج الفطر. اللسان (كمأ).
(٢) سقط من د : من قوله : «فعل وأباطيل» إلى قوله : «أبنية». خطأ.
(٣) سبأ : ٣٤ / ١٨ ، والآية (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ).
(٤) انظر ما تقدم ورقة : ١٣٦ أمن الأصل.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) هذا قول سيبويه والجرمي والزجاجي وأبي علي الفارسي ، انظر الكتاب : ٣ / ٦١٨ ، والجمل : ٣٨٢ ، والتكملة : ١٧٥ ، والمخصص : ١٤ / ١١٧ ، وخالف المبرد وابن السراج وابن مالك وأبو حيان إلى قياس جمع الجمع ، انظر المقتضب : ٣ / ٣٣٠ ، والأصول : ٣ / ٣٢ ـ ٣٣ ، والتسهيل : ٢٨٢ ، وارتشاف الضرب : ١ / ٢١٨
(٧) ذهب الأخفش إلى أنّ كلّ ما أفاد معنى الجمع وهو على وزن فعل وواحده اسم فاعل كشرب وشارب فهو جمع تكسير ، انظر الكتاب : ٣ / ٦٢٤ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٢٠٣ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٧٧