وقع في بعض النّسخ «تسعة» (١) ، وعدّ فيها فعولا ، ومثّل بقعود وليس ببعيد عن الصّواب ، فإن قيل : هو قليل ففعال أقلّ وقد ذكره.
«وقد شذّ نحو : فوارس».
وهوالك ونواكس ، فأمّا فوارس فالذي حسّن منه انتفاء الشّركة (٢) بينه وبين المؤنث ، لأنهم لا يقولون : امرأة فارسة (٣) ، وأمّا «هوالك» فجاء في مثل «هالك في الهوالك (٤)» ، والأمثال كثيرا ما تخرج عن القياس ، وأمّا «نواكس» فللضرورة (٥) ، فلا اعتداد به.
ويجوز في فاعل إذا كان لما لا يعقل أن يجمع على فواعل قياسا مطّردا ، نقول في خيل ذكور : روافس ، وسرّه هو أنّ الجمع فيما لا يعقل من المذكّر (٦) يجري مجرى المؤنّث فيمن يعقل تارة في مفرده وتارة في صفاته وأخباره وأحواله ، ولمّا كانت هذه صفات (٧) لما لا يعقل أجريت ذلك المجرى (٨) ، ألا ترى أنّ أفعل مذكّر فعل لا يجمع على فعل ، وفعلى في مؤنّثه يجمع على فعل ، وقال الله تعالى : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(٩) ، وأخر جمع آخر لأنّه لليوم ، ولكنّه لمّا كان فيما لا يعقل أجري مجرى أخرى على ما ذكر.
«ويستوي في ذلك ما فيه التاء وما لا تاء فيه».
[يعني في فعّل وفواعل](١٠) لأنّ الغرض التّفرقة بين المذكّر والمؤنّث في المعنى ، فلا فرق بين وجود التاء وعدمها.
__________________
(١) في المفصل : ١٩٤ ، وفي شرح ابن يعيش : ٤ / ٥٤ : «تسعة».
(٢) في د. ط : «اللبس».
(٣) كذا علل سيبويه قولهم : «فوارس». الكتاب : ٣ / ٦١٥
(٤) انظر المقتضب : ٢ / ٢١٩ ، وشواهد الشافية : ١٤٢
(٥) كذا قال سيبويه ، الكتاب : ٣ / ٦٣٣
(٦) في ط : «لا يعقل لمذكر».
(٧) في ط : «الصفات».
(٨) من قوله : «فأما فوارس» إلى «المجرى». نقله الجاربردي في شرحه للشافية : ٢١٧ ـ ٢١٨ ، عن شرح المفصل لابن الحاجب.
(٩) البقرة : ٢ / ١٨٤
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.