تختصّ الألف والّلام بالصفة ، بخلاف الياء معها «من» (١) فإنّها مختصّة بالصّفة ، فيعلم أنّ الاستفهام عن الصّفة ، وزادوا همزة الاستفهام لمّا وسّطوا «من» وأدخلوا عليها الألف والّلام [حيث قالوا : آلمنيّ](٢) فكأنّهم استضعفوا دلالتها على الاستفهام مع هذا العمل الذي لا يكون معها في الاستفهام ، فأدخلوا الهمزة في أوّله لقوّة أمر الاستفهام.
قوله : «و «أيّ» ك «من» في وجوهها ، تقول مستفهما» إلى آخره.
قال الشيخ : أيّ معربة في الاستفهام [كقولك : أيّهم صاحبك](٣) والجزاء [نحو : أيّهم يأتني فأكرمه](٤) مبنيّة في الصّفة (٥) منقسمة في الصّلة إلى معرب ومبنيّ.
فأمّا إعرابها في الاستفهام والجزاء دون بقيّة أسماء الاستفهام فلأنّهم لم (٦) يستعملوها إلّا مضافة ، والإضافة من خواصّ الأسماء ، فقوّى [سبب الإضافة](٧) أمر الاسميّة فيها ، فردّت إلى أصلها في الإعراب ، [إذ الأصل في الأسماء الإعراب ما لم يمنع مانع](٨)
وأمّا بناؤهم لها إذا كانت موصوفة فلأنّها غير مضافة ، أو لتأكيد الأمر المقتضي للبناء بدخول حرف النّداء عليها [ك يا أيّها الرجل](٩)
وأمّا الموصولة فإنّها إن كانت صلتها تامّة ، [نحو : جاءني أيّهم هو أكرم](١٠) فالإعراب ، وعلّته كعلّة الجزائيّة والاستفهامية ، وإن كانت صلتها محذوفة الصّدر [كقوله تعالى :
__________________
(١) سقط «من» من د. ط.
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) جاء بعدها في د : «كمررت بأيهم أخوك» ، والتمثيل بمثل هذا في هذا الموضع غير صحيح ، لأنّ «أي» تأتي موصوفة في النداء خاصة ، وأجاز الأخفش كونها نكرة موصوفة في نحو : «مررت بأي معجب لك» ، انظر : شرح المفصل لابن يعيش : ٤ / ٢٢ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ٥٦.
(٦) في ط : «فإنهم لمّا لم ...». مقحمة.
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٩) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.