المنصوب بلا التي لنفي الجنس
قال صاحب الكتاب : «هي كما ذكرت محمولة على إنّ»
قال الشيخ : ينبغي أن يذكر ما يتميّز به المنصوب بلا ، لأنّه بوّب له ، والأولى أن يقال : هو المسند إليه بعد دخول «لا» نكرة يليها مضافا أو مشبّها بالمضاف (١) ، ولكنّه استغنى عن ذلك بما ذكره في أثناء فصول الباب فليمش معه.
قال : «وذلك إذا كان المنفيّ مضافا».
وإنّما لم ينتصب إلّا إذا كان مضافا ، لأنّه إذا كان مفردا تضمّن معنى الحرف (٢) ، فوجب بناؤه ، وبيان تضمّنه معنى الحرف أنّ قولهم : «لا رجل في الدار» أبلغ في النفي من «لا رجل في الدار» و «ليس رجل في الدار» ، ولا يمكن تقدير ما يكون (٣) به كذلك إلّا بحرف مؤكّد ، والحرف الذي يؤكّد به النفيّ «من» ، فوجب تقديرها ، هذا مع أنّ الحكم منهم ببناء «لا رجل في الدار» يوجب هذا التقدير ، ولو كان معناه كمعنى «لا رجل في الدار» (٤) ، لأنّ البناء في لغتهم إنّما يكون بمثل ذلك ، فإذا لم يكن ظاهرا وجب تأويله.
وأمّا نصبهم بها فلأنّها محمولة على «إنّ» من حيث إنّ [إنّ](٥) نقيضتها ، وهم يحملون الشيء على نقيضه ، إمّا لأنّه في أحد الطّرفين ، كما أنّ (٦) الآخر في الطرف الآخر ، وإمّا لتلازمهما في الذهن ، وليس بين النفي والإثبات درجة ، فلمّا تلازما وأعطي أحدهما حكما أعطي الآخر الملازم مثله.
«وأمّا قوله (٧) :
__________________
(١) كذا عرف ابن الحاجب المنصوب بلا التي لنفي الجنس في الكافية : ١١٥.
(٢) في د. ط : «الحروف» ، تحريف.
(٣) في د : «تقدير ما ما يكون» ، مقحمة.
(٤) انظر : المقتضب : ٤ / ٣٥٩ ، وأسرار العربية : ٢٤٦ ، وارتشاف الضرب : ٢ / ١٦٤ ، ومغني اللبيب : ٢٦٥.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في ط : «كان».
(٧) عجز البيت :
«إتّسع الخرق على الرّاقع»
ونسب في الكتاب : ٢ / ٢٨٥ والمقاصد للعيني : ٢ / ٣٥١ ، والدرر : ٢ / ١٩٨ إلى أنس بن عباس بن مرداس السلمي ، وفي جمهرة اللغة : ٢ / ٣٨٣ أنّ نصر بن سيار كتب به إلى مروان الحمار ، ونسبه القالي في أماليه : ٣ / ٧٢ إلى بعض اليشكريين ، وصاحب التاج (قمر) إلى عامر جد العباس بن مرداس ، وورد البيت بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب : ٤١٢ ، ورواية صدر البيت في جمهرة اللغة : «كنّا نرقّيها فقد مزّقت» وفي أمالي القالي : «كنا نداريها فقد مزقت».