بالعطف (١) على ما قبله ، ولا بحال لما قبله (٢).
أمّا العطف فلم يتقدّم إلّا الفاعل والمفعول والدّرهم ، وعطف «صاعدا» على الجميع فاسد لفظا ومعنى ، أمّا عطفه على الفاعل فلا يستقيم لفظا ولا معنى ، [لأنّ الفاعل مرفوع ، و «فصاعدا» منصوب](٣) ، وأمّا على المفعول فلا يستقيم من حيث المعنى ، إذ ليس الغرض أنّك أخذت المثمّن والصّاعد ، لأنّ الصّاعد هو الثمن ، ولم ترد أنّك أخذت المثمّن والثمن ، ولا يستقيم عطفه على درهم (٤) لا لفظا ولا معنى ، أمّا اللّفظ فواضح ، وأمّا المعنى فلأنّه لم يرد أنّه (٥) أخذ المثمّن بدرهم فصاعدا ، وإنّما الغرض أنّه أخذ بعضه بدرهم وبعضه بأكثر ، وإذا جعل عطفا صار مأخوذا بالدّرهم والزائد جميعا ، ثم لو قدّر أنّه كذلك لم يستقيم العطف بالفاء ، لأنّها تؤذن بالتعقيب ، وبعض ثمن الشيء لا يكون باعتبار كونه ثمنا عقيب بعض ، لو قلت : «اشتريته بدرهم فربع» لم يستقم ، فوجب أن يحمل على محذوف ، ويكون التقدير : فذهب الثمن على هذه الحالة ، والمراد فذهب الثمن في البعض إلى هذه الحالة.
وقوله : «أتميميّا مرّة وقيسيّا أخرى».
ذكره في الحال ، وليس بقويّ أن يكون حالا ، إذ لو كان حالا لكان المعنى أتتحوّل (٦) في هذه الحالة ، ولم يرد أنّه يتحوّل في حال كونه تميميّا وإنّما أراد أنّه يتنقّل تنقّلا متعدّدا ، كما في قوله (٧) :
أفي الولائم أولادا لواحدة |
وفي العيادة أولادا لعلّات |
__________________
(١) في د : «لعطف».
(٢) في ط : «على ما قبله» تحريف.
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) بعدها في د : «أيضا».
(٥) في د : «بأنه» ، تحريف.
(٦) في ط : «تتحول».
(٧) ورد البيت بلا نسبة في الكتاب : ١ / ٣٤٤ والمقتضب : ٣ / ٢٦٥ والكامل : ٣ / ١٧٤ ، واللسان (علل) والعلّات : الواحدة علّة ، وهن الأمهات الشتى ، والعيادة أي : عيادة المريض. اللسان (علل).