«فصل : والاسم غير الصفة والمصدر بمنزلتهما في هذا الباب»
قال الشيخ : يعني بمنزلة الصفة والمصدر في صحّة وقوعهما (١) حالا ، وذلك تنبيه منه على أنّ (٢) المقوّم للحال كونها دالّة على هيئة ، فلا ينظر إلى ما يقوله كثير من النحويّين من أنّها مشتقّة ، ولذلك جاز «هذا بسرا أطيب منه رطبا» ونظائره من الأسماء الدالّة على الهيئات (٣) ، ومعنى «هذا بسرا أطيب منه / رطبا» تفضيل هذه التمرة في حال كونها بسرا عليها في حال كونها رطبا.
وقد اختلف النحويّون في العامل في «بسرا» ، فقال بعضهم : العامل فيه الإشارة ، وقال بعضهم : العامل «كان» (٤) مقدّرة متعلّقة بظرف ، كأنّه قيل : هذا إذا كان بسرا أطيب منه إذا كان رطبا ، والعامل في «إذا» الإشارة ، وقال بعضهم : العامل في «بسرا» أطيب ، وقال بعضهم : العامل «كان» ، والعامل في «إذا» أطيب (٥).
والخلاف في الحقيقة هل العامل اسم الإشارة أو «أطيب» ، وإذا قدّر «إذا كان (٦)» رجع الخلاف في العامل في «إذا» هل هو الإشارة أو أطيب.
وقد ذهب (٧) أبو عليّ الفارسي وكثير من النحويّين إلى (٨) أنّ العامل «هذا» (٩) ، وذهب آخرون إلى أنّ العامل «أطيب» ، وهذا هو الصّحيح.
__________________
(١) في الأصل. ط : «وقوعه». وما أثبت عن د. وهو أحسن.
(٢) سقط من د : «أن» ، وجاء موضعها : «صحة الحدّ».
(٣) لم يشترط ابن الحاجب الاشتقاق في الحال ، ووافقه الرضي ولكنه ذهب إلى أن الأغلب في الوصف والحال الاشتقاق ، وعبارة ابن الحاجب «وكل ما دلّ على هيئة صحّ أن يقع حالا» ، انظر شرح الكافية للرضي : ١ / ٢٠٧ ، وانظر أمالي ابن الشجري : ٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، وهذه المسألة من المسائل التي خالف فيها ابن الحاجب الجمهور.
(٤) في د : «العامل إذا كان».
(٥) للسيوطي رسالة في قولهم : «هذا بسرا أطيب منه رطبا» استقصى فيها الأقوال في انتصاب «بسرا» و «رطبا» والعامل فيهما ، انظر الأشباه والنظائر : ٤ / ٦٥٢ ـ ٦٦٢ ، وانظر الحلبيات : ١٧٦ ـ ١٨٠ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٢٨٥.
(٦) سقط من ط : «كان» ، خطأ.
(٧) في ط : «قال».
(٨) سقط من ط : «إلى».
(٩) انظر الإيضاح للفارسي : ٢٠١ ، والمسائل الحلبيات : ١٧٦ ـ ١٨٠ ، وشرح الكافية للرضي : ١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.