ضربته» لا في الرفع ولا في النصب ، لاقتضائها لفظ الفعل ، فلذلك كان الرفع (١) شاذّا ، بخلافه في الهمزة (٢) ، لتصرّفهم فيها ، أو لأنّ (٣) «هل» في أصلها بمنزلة قد (٤) ، وأمثله بقيّة الأقسام (٥) سواء.
ومنه عطف الجملة المتكلّم فيها على جملة فعليّة ، وذلك أنّك إذا قدّرت الفعل في الثانية تناسبت الجملتان في كونهما فعليّتين ، فكان تقدير الفعل أولى ليحصل التناسب فكان النصب أولى ، وإنّما حسن الرفع مع «أمّا» مع تقدّم الجملة الفعليّة (٦) لأنّها انقطع ما بعدها عمّا قبلها ، وكذلك «إذا» التي للمفاجأة ، وإذا نصب مثل قوله : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ)(٧) على القراءة الشاذّة فالتقدير : وأمّا ثمود فهدينا فهديناهم (٨) لأنّ الفعل لا يليها ، وروي قوله (٩) :
فأمّا تميم تميم بن مرّ |
فألفاهم القوم روبى نياما |
بالرفع والنصب ، وقد توهّم قوم أنّ النصب بعد أمّا لاقتضائها الفعل لما فيها من معنى الشرط (١٠) ، وليس بشيء ، لأنّه يستلزم اختيار النصب (١١) ، وهو ضعيف مع تقدّم الجملة الفعليّة ، فهو في غير ذلك أجدر.
__________________
(١) سقط من ط : «الرفع» ، خطأ.
(٢) في د : «بخلاف الهمزة».
(٣) في د : «ولأن» مكان «أو لأن».
(٤) انظر الكتاب : ١ / ٩٨ ـ ٩٩ ، ١ / ١٠٠ ، ٣ / ١٨٩ ، وما سلف ق : ٣٥ ب.
(٥) في د : «القسم» ، تحريف.
(٦) في ط : «مع ما تقدم مع الجملة الفعلية» ، تحريف.
(٧) فصلت : ٤١ / ١٧ والآية (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) ونسب ابن خالويه قراءة النصب في «ثمود» إلى ابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي. انظر القراءات الشاذة لابن خالويه : ١٣٣ ، والإتحاف : ٣٨١ والقراءات الشاذة للأستاذ عبد الفتاح القاضي : ٨٤.
(٨) في ط : «وأما هدينا ثمود فهديناهم» ، تحريف. قال العكبري : «وبالنصب على فعل محذوف تقديره : وأما ثمود فهدينا فسره قوله : فهديناهم» ، إملاء ما منّ به الرحمن : ٢ / ٢٢١.
(٩) هو بشر بن أبي خازم ، والبيت في ديوانه : ١٩٠ والكتاب : ١ / ٨٢ وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤٨ وورد بلا نسبة في المعاني الكبير : ٩٣٧. والرّوبى : الذين استثقلوا نوما واحده : روبان ، انظر أمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤٨ وفي اللسان (روب) «عن الأصمعي أن واحدهم ورائب وراب الرجل : أعيا».
(١٠) انظر المقتضب : ٣ / ٢٧ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤٨.
(١١) في ط : «اختياره».