«فصل : وقالوا في المضاف إلى ياء المتكلّم» إلى آخره
قال الشيخ : في ياء الإضافة قولان : أحدهما : أنّ أصلها الفتح وجاء السّكون (١) تخفيفا ، وهو الأكثر والأظهر ، وثانيهما : أنّ أصلها أن تكون ساكنة ، وفتحت تقوية لها لضعفها وخفائها (٢).
ودليل الوجه الأوّل أنّها اسم على حرف واحد ، فيجب أن يبنى على حركة كسائر الأسماء التي هي على حرف واحد ، كالكاف في «ضربتك» وما أشبهه ، ولو قلنا : مضمر على حرف واحد لكان أيضا حسنا ، ويرد على هذا القول أنّ في الأسماء أسماء مفردة مبنيّة على السكون كالواو في «ضربوا» (٣) وشبهه ، فنقول على هذا : مضمر (٤) هو حرف مدّ ولين ، فوجب أن يبنى على السّكون قياسا على الواو في «ضربوا» ، ويمكن أن يفرق بينهما من حيث إنّ الواو يستثقل عليها الحركة بعد الحركة ، وليس كذلك الياء ، ألا تراهم يقولون : «رأيت القاضي» و «لن تشتري» في الأسماء والأفعال ، ولا يقولون «رأيت قلنسوا» (٥) ، ولكن يقولون : «لن يدعو» في الأفعال دون الأسماء لأنّ الأفعال تتحمّل ما لا تتحمّله الأسماء ، فدلّ على / أنّه لا يلزم من (٦) تحريك الياء تحريك الواو لما ظهر من الفرق بينهما.
وقد توهّم قوم أنّ شرط الحذف في نحو «يا غلام» أن لا يكون بعده ما يحصل به ستّ حركات ، وليس بمستقيم ، ثمّ علّله بأنّ اجتماع ذلك معدوم في كلام العرب (٧) ، وهو غلط ثان ، ولو علّل بأنّ حذف الياء من مثل ذلك في «يا غلام» (٨) أثقل من إثباتها لكان للتعليل وجه ، ولا يختلف في جواز «عمر ضرب فرسه» (٩) ، و «أكل (١٠) عمر وشرب» ، وهذه عشر حركات ، وإنّما
__________________
(١) في د : «والسكون» وسقط «جاء» وهو خطأ.
(٢) انظر سر صناعة الإعراب : ٧٧٨ وأمالي ابن الشجري : ١ / ٣٢٧ وشرح الكافية للرضي : ١ / ١٤٧ ، والأشموني : ٢ / ٢٨٢.
(٣) في د : «في نحو ضربوا».
(٤) في ط : «المضمر».
(٥) بعدها في د : «بل قلنس ، كما قالوا في جمع دلو أدل» ، وانظر الكتاب : ٤ / ٣٨٤ ، والمنصف : ٢ / ١٢٠.
(٦) في ط : «في» تحريف.
(٧) بعدها في د : «كأربع حركات متوالية في كلمة واحدة».
(٨) سقط من د. ط : «يا غلام».
(٩) في د : «ضرب عمرو فرسه» تحريف.
(١٠) في د : «وكذلك أكل ..».