والجواب عن الأوّل (١) أنّا لمّا (٢) حذفنا المضاف إليه من الثاني بقي الاسم غير تامّ ، فأخّر المضاف إليه الأوّل ليكون الثاني [تامّا](٣) من حيث اللّفظ ، ويكون الأوّل تامّا بما بعده (٤) ، / وهما الاسمان جميعا ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «يا تيم عديّ تيم» لم يكن مستقيما ، لأنّه لم يتمّ ولم يعوّض عن تمامه ، وإذا أخّرت فقلت : «يا تيم تيم عديّ» عوّضت عن عديّ المحذوف لفظا مثله ، وصار «تيم عديّ» بالنسبة إلى الأوّل كالتّمام ، فلأجل ذلك كان التقديم والتأخير.
وأما الرّفع (٥) فعلى أن يكون ناداه علما مفردا ثمّ أتى بالمضاف إمّا عطف بيان وإمّا بدلا ، وإمّا تأكيدا وإمّا منصوبا بفعل مقدّر تقديره : أعني تيم عديّ أو على إضمار حرف النداء (٦) ، وأنشد (٧) بيت جرير (٨) :
يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم |
لا يلقينّكم في سوءة عمر |
على الوجهين (٩) ، يريد عمر بن لجأ ، يحرّض (١٠) قومه عليه ، لأنّه يقول : أنا أهجوكم بسببه ، وبعده (١١) :
أحين كنت سماما يا بني لجأ |
وحاضرت بي عن أحسابها مضر |
__________________
(١) أي قوله : «لأدّى إلى أن يكون المتأخر لفظا ومعنى دالا على متقدم».
(٢) في د : «لو».
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) بعدها في د : «وهو تيم الثاني وعدي».
(٥) عاد ابن الحاجب إلى الكلام على قول الزمخشري : «ففيه وجهان» بعد أن تكلم على الوجه الأول وهو النصب ، وكان قد ذكر أن الوجهين هما : النصب والضم ، وأطلق الرفع هنا وأراد به الضم ، وهو بذلك يجاري الكوفيين في إطلاقهم الرفع على المعرب والمبني ، انظر شرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٧٢. وعبارة الزمخشري : «والثاني أن يضم الأول» ، المفصل : ٤٣.
(٦) سقط من ط ، من قوله : «وإما تأكيدا» إلى «النداء».
(٧) أي : الزمخشري.
(٨) البيت في ديوانه : ١ / ٢١٢ ، والكتاب : ١ / ٥٣ ، والمقتضب : ٤ / ٢٢٩ ، والخزانة : ١ / ٣٥٩.
(٩) أي على النصب والضم ، المفصل : ٤٢ ـ ٤٣ وانظر المقتضب : ٤ / ٢٢٩.
(١٠) في د : «عرض» ، تحريف.
(١١) البيت في ديوان جرير : ١ / ٢١١ ، وهو قبل البيت السابق وبينهما أحد عشر بيتا.