وكان ما رأى على ما حكاه المطري وغيره (١) : «أن السلطان محمود ، رأى النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثلاث مرات في ليلة واحدة ، وهو يقول له في كل واحدة منها : يا محمود ، انقذني من هذين الشخصين الأشقرين تجاهه ، فاستحضر وزيره قبل الصبح ، فذكر له ذلك ، فقال له : هذا أمر حدث بالمدينة ليس له غيرك ، فتجهز وخرج على عجل بمقدار ألف راحلة ، وما يتبعها من خيله وغير ذلك ، حتى دخل المدينة الشريفة على غفلة من أهلها [والوزير معه](٢) وزار وجلس في المسجد لا يدري ما يصنع ، فقال له وزيره : أتعرف الشخصين إذا رأيتهما؟ قال : نعم ، فأمر بالصدقة ، وطلب الناس عامة / وفرق عليهم ذهبا وفضة ، وقال : لا يبقين أحد بالمدينة إلا جاء ، فلم يبق إلا رجلين مهاجرين من أهل الأندلس نازلين في الناصية التي [تلي](٣) قبلة حجرة النبي صلىاللهعليهوسلم ، من خارج المسجد عند دار آل عمر بن الخطاب رضياللهعنهم فطلبهما للصدقة ، فامتنعا فجدّ في طلبهما فجيء بهما ، فلما رآهما قال : هما هذان ، فسألهما عن حالهما ، فقالا : جئنا للمجاورة ، فقال : أصدقاني وتكرر السؤال ، حتى أفضى إلى معاقبتهما ، فأقرا أنهما من النصارى ، وأنهما وصلا لكي ينقلان من في هذه الحجرة المقدسة باتفاق من ملوكهم ، ووجدوهما قد حفرا نقبا من تحت الأرض ، من تحت حائط المسجد القبلي ، وهما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة ويجعلان من التراب في بئر عندهما في البيت الذي هما فيه ،
__________________
(١) الخبر أورده المطري في التعريف ص ٧٦ ـ ٧٧ ، ونقله عنه : ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٠٢ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٤٧ ـ ١٤٩) ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، ولم يذكر المطري عمل الخندق حول الحجرة الشريفة وسبك الرصاص به ، وأورد السمهودي في وفاء الوفا ص ٦٤٨ ـ ٦٥٤ الخبر مفصلا.
وقد شكك أحد الباحثين ـ في بحث نشر بجريدة المدينة ٣ / ٧ / ١٤١٧ ه ملحق التراث ـ في صحة هذه القصة ، وأن بها اضطرابا في متنها وأفكارها.
(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط) والتعريف.
(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط) والتعريف.