الفصل السابع والعشرون
في ذكر أسوار المدينة الشريفة
السور الأول :
نقل قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان (١) : أن هذا السور القديم بناه عضد الدولة ابن بويه المسمى بالحسن بن كوسى ، بعد الستين وثلثمائة في خلافة الإمام الطائع لله بن المطيع ، ثم تهدم على طول الزمان ، ولم يبق إلا آثاره ، وهي باقية إلى الآن (٢).
السور الثاني :
هو الذي بناه جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور الأصبهاني ، وذلك على رأس الأربعين وخمسمائة (٣). وقد تقدم ذكره (٤).
عضد الدولة : أول من تسمى في الإسلام بشاه شاه ، كان من الدواهي ، طلب حساب دخله في أيامه في السنة ، فإذا هي ثلثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم ، فقال : أريد أن تبلغ به ثلثمائة ألف ألف وستين ألف ألف درهم ليكون دخلنا في كل يوم ألف ألف درهم ، وكان يرتفع له في كل عام بعد إخراج ما لا بد منه ، اثنان وثلاثون ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار ، وكان له كرمان ،
__________________
(١) أحمد بن محمد ، أبو العباس شمس الدين بن خلكان البرمكي الإربلي الشافعي ، قاضي القضاة ، كان بصيرا بالعربية وأيام الناس ت ٦٨١ ه.
انظر : الذهبي : العبر ٣ / ٣٤٧ ، ابن كثير : البداية ١٣ / ٣٠١ ، ابن تغري : النجوم ٧ / ٣٥٦.
(٢) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٧٦ نقلا عن ابن خلكان ، والمراغي في تحقيق النصرة ص ١٤٦ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٠٢ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٤٧).
(٣) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٧٦ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٠٢ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٢).
(٤) تقدم ذلك في الفصل الخامس والعشرون من الباب السادس.