كبيرهم السلطة (١).
ولقد تمثل حكم المماليك البحرية في أسرتين فقط ، وهما : أسرة الظاهر بيبرس البندقداري ، وقد دام حكمها مدة عشرين سنة (٦٥٨ ـ ٦٧٨ ه) وقد حكم هو وولداه ، ودام حكمه ثماني عشرة سنة (٦٥٨ ـ ٦٧٦ ه) وحكم ابنه الأول السعيد بركة (٢) ما يقرب من سنتين (٦٧٦ ـ ٦٧٨ ه) ثم خلع ، وحكم ابنه الثاني العادل بدر الدين سلامش (٣) عدة أشهر وخلع بعدها سنة ٦٧٨ ه (٤).
فلم يستطع الظاهر بيبرس أن يؤسس أسرة حاكمة لمدة طويلة ، لأن الجند وثبوا على أبنائه من بعده ، فانتهى أمر ولديه ولم يمض على وفاته أكثر من ثلاث سنوات ، وقد خلع ابنه الأول ، وخلع الثاني ولم تنته هذه المدة القصيرة.
فقد دعا المنصور قلاوون (٥) أمراء المماليك ، وبسط لهم الوضع القائم ،
__________________
(١) انظر : محمود شاكر : التاريخ الاسلامي ، العهد المملوكي ص ١٢.
(٢) السعيد ناصر الدين ، أبو المعالي محمد بن بيبرس ، تولى السلطنة بعد أبيه ، خلع من السلطنة ، فأقام بالكرك أشهرا ، ومات فجأة في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وستمائة.
انظر : ابن كثير : البداية والنهاية ١٣ / ٢٩٠ ، الذهبي : العبر ٣ / ٣٣٩ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٣٦٢.
(٣) السلطان العادل بدر الدين سلامش بن بيبرس ، رتبه الجند في السلطنة وله سبع سنين ، وجعلوا أتابكه سيف الدين قلاوون في سنة ٦٧٨ ه ، ثم خلع في رجب من نفس السنة ، وتولى السلطنة المنصور قلاوون.
انظر : الذهبي : العبر ٣ / ٣٣٧.
(٤) انظر : الذهبي : العبر ٣ / ٢٨٨ ، ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٢٩١ ، ٣٥٠.
(٥) السلطان المنصور سيف الدين ، أبو المعالي قلاوون التركي الصالحي ، تولى السلطنة سنة ٦٧٨ ه ، وتوفي بالقاهرة سنة ٦٨٩ ه.
انظر : الذهبي : العبر ٣ / ٣٧٠ ، ابن تغري بردى : النجوم الزاهرة ٧ / ٣٨٦ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٤٠٩.