وعفصة (١). فالبندقة : تدفع لدغ العقارب ، والعفصة : تمنع طلوع الدمامل.
وجاء أن من نظر إلى السّها (٢) وهو النجم الخفي المقارن لإحدى بنات نعش لم تلسعه في تلك الليلة حية ولا عقرب. وقيل : من عليه الغاريقون لم تلسعه عقرب.
وأما السحر : فقيل : إنه تخيل لا حقيقة له / ولا يقلب عينا ولا يحيل طبيعة ذكره علي بن أحمد بن سعيد بن حزم (٣) في كتاب «الدرة».
__________________
(١) عفصة : بفتح العين وسكون الفاء ، شجرة من البلوط ، ومنها يتخذ دواء قابض مجفف. انظر :الزبيدي : تاج العروس ، مادة «عفص» وحماية العفصة حاملها من الدمامل فهذه سحر يكذبه الشرع والعلم. فأما الشرع فلقول النبي صلىاللهعليهوسلم «إن الدمامل والزكام من الرحمن». والعلم أثبت أن الميكروبات إذا زادت في الجسم زيادة كثيرة بسبب تلوث الأطعمة وعجز عن التخلص منها جهاز المناعة تنتشر في الجسم متلمسة أضعف طبق من الجلد فتطفح عليه في صورة دمامل ، والمؤمن القوي هو الذي يجتهد في الإحتياط لتنزيه الإعتقاد من إمكان جلب النفع أو دفع الضر بغير الله تعالى ، لأن أحكام عقيدة الإسلام هي نتائج يقينية لأقيسة شرعية يقينية المقدمات. والمؤمن القوي تظهر قوة إيمانه بوضوح حين ينفي ما يثمره قدرة السحر من أوهام ويجزم بأنه لا تأثير لغير قدرة الله وحده.
(٢) السها : كويكب صغير خفي الضوء في بنات نعش الكبرى. انظر : ابن منظور : اللسان مادة «سهو». والنظر إلى النجوم أو إلى السها لا للتأمل في عظمة خلق الله تعالى لها ولكن للربط بين تحركاتها وأفعال العباد فهذا سحر ، وقد نبهنا نبينا المعصوم صلىاللهعليهوسلم لذلك كله.
(٣) علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري ، كان عالما بالمذاهب والملل والعربية (ت ٤٥٦ ه).
انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠.