طريفة : من كان يريد خمرا وخميرا وشعيرا وذهبا وحريرا فلينزل بصرى (١) وسديرا (٢) ، ومن أراد الراسيات في الرحل المطعمات في المحل ، فليلحق يثرب ذات النحل ، ومن كان ذا حمل معن ، وهو راض مدن فليلحق بأرض شن (٣) ، فلحقت فرقة منهم بالشام وهم : غسان ، ولحق عمران بن عامر وهم الأزد (٤) بأرض عمان (٥) وبها يومئذ شن ، ولحقت خزاعة (٦) بتهامة ، ولحقت بنو عمرو ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر يثرب وهي المدينة (٧) ، وكان ممن بقي من اليهود حين نزلت عليهم الأوس والخزرج : بنو قريظة وبنو النضير ومحمم وزعوراء ، وماسكة والقمعة وزيد اللات ـ وهم رهط عبد الله بن سلام (٨) ـ وقينقاع وثعلبة وأهل زهرة وأهل زبالة وأهل يثرب وبنو القضيض ، وناغصة وعكوة ومراثة ، فوجدت الأوس والخزرج الآطام والأموال والقوة لليهود ، فعاملوهم / زمانا ،
__________________
(١) بصرى : بالضم والقصر ، مدينة بالشام ، وهي قصبة كورة حوران. انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ٤٤١.
(٢) سديرا : من أرض الشام سكنه آل جفنة بن غسان. انظر : السمهودي : وفاء الوفا ص ١٧١.
(٣) شن : ناحية السراة ، وهي الجبال المتصل بعضها بالبعض الحاجزة بين تهامة واليمن. انظر : ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٣٦٨.
(٤) الأزد : بفتح الهمزة فسكون الزاي فدال مهملة ، والأزد ثلاثة : أزد شنوءة ، وأزد السراة ، وأزد عمان ، وهي ثغر بالبحرين نزلتها فرقة من الأزد هم بنو عمران بن عمرو عند انهيار السد. انظر : القلقشندي : نهاية الأرب ص ٩١ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١٧٠.
(٥) أرض عمان : بضم العين وتخفيف الميم آخره نون ، اسم كورة على ساحل بحر اليمن والهند.
انظر : ياقوت : معجم البلدان ٤ / ١٥٠.
(٦) خزاعة : قبيلة من الأزد من القحطانية وسموا خزاعة لأن أباهم انخزع من غسان. انظر : القلقشندي : نهاية الأرب ص ٢٤٤ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١٧١.
(٧) كان بنو عمرو بن ثعلبة ساروا من اليمن نحو الحجاز ـ عند انهيار سد مأرب ـ فساروا إلى يثرب وبها يهود ، فأقاموا بها بين قريظة والنضير. انظر : السمهودي : وفاء الوفا ص ١٧٣.
(٨) عبد الله بن سلام الأنصاري ، يكنى أبا يوسف ، كان حليفا للأنصار ، وهو أحد أحبار اليهود ، أسلم يوم قدوم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة (ت ٤٣ ه). انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ٩٢١ ، ابن حجر : الاصابة ٤ / ١١٨.