ترجع الوظيفة إلى أهله ، فأرسلوا له جوابا نحن مطيعون لأمر السلطان غير مخالفين له والإمامة والخطابة وطبقة السلطان فيقودهم بنفسه أو يعطى لمن يشاء من رعاياه ما نتعرض في هذا الأمر بشيء.
وفي يوم الجمعة ، رابع ذي الحجة سنة ١٣٤٣ ه ، أمر المؤذن أن يؤذن أذان الجمعة قبل دخول الوقت بساعة فأذن المؤذن في منارة باب الوداع ، ثم بعد دخول الوقت طلع الخطيب وهو الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ أحد علماء نجد على المنبر وبعد ما جلس أذن الريس فوق قبة زمزم وبعد تمام الأذان خطب الخطيب ثم صلّى الجمعة وبعد ما مضى شهر الحج طلب الأهالي من الحكومة إرجاع وظيفة الجمعة إليهم فأجابت بأنه ما دام الحرب قائما فصلاة الجمعة يصلّي بالناس إمامنا لا غيره ، ثم سافر الشيخ محمد بن عبد اللطيف إلى نجد وعيّن الشيخ عبد الله بن حسن خطيبا ، وفي تاسع عشر من شهر صفر سنة ١٣٤٤ ه يوم الجمعة عاد أذان الجمعة مثل العادة الأولى فأذن المؤذن على المنائر بعد دخول الوقت ثم بعد برهة من الزمن طلع الخطيب على المنبر ومعه المؤذن ، فلما جلس الخطيب أذن المؤذن أمامه وخطب الخطيب.
وفي ١٨ ربيع الأول سنة ١٣٤٤ ه ، هطلت أمطار غزيرة في جهة وادي نعمان وقد دام هطولها بشدة مدة خمس ساعات ، فسالت الأودية التي تصب في وادي النعمان من كل جهة ، فكان منها سيل عظيم هجم على بعض فوهات وبل العين فهدم جانبا منها ودخل إلى باطن البرمل كثير من الأتربة حتى ملأت ما يقرب من خمس فوهات ولما اتصل الخبر بعظمة السلطان أمر لهيئة إدارة العين أن يتخذوا التدابير اللازمة لتلافي الضرر ، فأجمعت الهيئة وتذاكروا فيما يجب عليهم إجراؤه من التدابير وقد قاموا