أما المال فلم يكن للحكومة بعد أن نفذت خزينتها غير مصدر واحد هو الحسين في العقبة فقد جاءت الرقمتين في شهر رجب تحل صندوقين فيها خمسة عشر ألف ليرة ، وجاءت في رمضان بخمسة آلاف ليرة في شوال أبحرت رضوى من العقبة وهي تحمل المساعدة للجيش عشرين ألفا من الذهب وفي هذه الأثناء فرضت الحكومة على التجّار قيمة اثنا عشر ألف ليرة. ثم نقل الحسين من العقبة فلم يرسل بعد ذلك غير خمسة آلاف ليرة فأخذ العسر المالي منذ ذلك الحين يشتد يوما فيوما حتى اضطر الملك علي أن يرهن أطيانه الخاصة في مصر بمقابلة قرض قيمته خمسة عشر ألف جنيه.
واشترت الحكومة ثلاث طيارات من لندن بقيمة سبعة آلاف ليرة انكليزية وكانت قديمة وقبل أن جاءت هذه الطيارات كانت عند الحكومة الهاشمية خمسة طيارات إيطاليات لا يصلح منها للعمل غير واحدة ، ثم جاءها من ألمانيا ستة طيارات جديدة تحمل الواحدة من البنزين ما يكفيها لتطير ست ساعات وهي مجهّزة بالمدافع الرشاشة ومعها قنابلها الخاصة بها. أما الطيارون فقد كانوا في أول الحرب القيصري وكانوا في آخرها من الألمان ، ولم يكن لدى القيادة العامة في بادىء الأمر قنابل خاصة ما اصطنعت من القذائف ما لا تأثير كبير لها اللهم إذا انفجرت طبق الحساب ولكن أكثرها قبل الوقت المعيّن أو بعده ، وأما البنزين فلم يكن لدى الحكومة دائما الكمية الكافية منه.
أما السيارات فقد اشترت الحكومة أولا خمس سيارات وكانت قديمة ، جاءت وصفائحها مفككة فظل العمال في الورشة يشتغلون شهرا في تأليفها وتركيبها ، وهي لا تسير غير ساعتين سيرا متواصلا فتحتاج إذ