أحييكم أشرف التحيات وأبثكم أحر الأشواق عسى أن تكونوا في أحسن حال ، منذ أسبوع أرسلت إلى عظمتكم كتابا أجيبكم فيه على كتابكم الكريم الذي أرسلتموه إلي مع رسولي وصديقي العويني وإني أخشى أن يكون قد حدث حادث للنجاب فلم يصل كتابي أو لم يصل جوابكم إلي ، لذلك أرسلت صورة الجواب إليكم وألتمس منكم أن تتفضلوا عليّ بالجواب العاجل لأن الأمر يتعسّر كلما تأخرنا في معالجته فعسى أن يعود إليّ النجاب قريبا وهو يحمل الجواب الذي فيه الخبر المسرّ حفظكم الله وأمدّ بأيامكم.
صديقكم المخلص أمين الريحاني
وقد ألحق بالكتاب ما يأتي : الطيارة التي أشرفت على مكة يوم السبت الماضي تجاوزت الأوامر وعوقب الطيّار بالحبس مساء الجمعة علمت في هذه الساعة بأن رجالكم وصلوا إلى جدة في صورة حربية فأخذني من ذلك العجب وعسى أن يكون الخبر كان. في كل حال أرجوكم سرعة الجواب وإني لا أزال مرتابا بما سمعت لأني أعتبر وعدكم لي اعتباري أقدس الأمور. وقد ألحق الريحاني بكتابه هذا أيضا قوله الحكومة والجند وأصحابي في قلق وارتياب مما شاع هذا المساء بخصوص تقدمكم إلى جدة وهم يأبون التربّص والامتناع عن الحركات العسكرية الحربية ، ولكنني تمكنت من توقيفهم يومين آخرين أي إلى مساء الأحد ، فأرجوكم إذا أن تخابروني حالما يصلكم كتابي ليصلني الجواب مع النجاب آخر من عندكم في كل حال أنتظر جوابكم مساء الأحد في ١٩ الجاري فلا تخيّبوا أملي.
أمين