ثم كتب السيد طالب كتابا طلب منه القدوم إليه ليزوره زيارة شخصية ودية وألحّ بالإسراع لأنه مضطر أن يعود إلى مصر قريبا. فجاءه الجواب : الأخ المحترم السيد طالب ، إن مكة في حال من الاضطراب لا تجوز معها المخاطرة براحته وستصلكم وأنتم في مصر أخبارنا الطيبة إن شاء الله ، وكتب المستر فلبي كتابا آخر مودعا فجاءه الجواب بأمان الله ، وكتب الريحاني كتابا ذكر فيه أن لصديقي حسين العويني التاجر السوري في جدة علاقات تجارية في مكة المكرمة وهو يحضر للتجارة وللزيارة فيتشرف بمقابلتكم إذا أذنتم ، ويحمل إلى عظمتكم بعض خبري إني أثق بحسين أفندي كل الثقة وفي اليسير الذي سينوب عني به ما يغني عن البيان فإذا أذنتم بقدومه مروا من يلاقبه إلى منتصف الطريق ويصحبه محافظا إلى مقامكم العالي ، فجاءه الجواب قد سمحت لصديقكم حسين العويني بالقدوم إلينا ، فزودوه بكل ما لديكم من الكتب والأفكار والآراء ، وإننا نرجو أن يحسن نقل أفكار صديقنا أمين الريحاني وإني أشكرك على تجشمك المشاق الجسيمة في خدمة العرب وفي سبيل قضيتهم.
فخرج العويني من جدة محرما راكبا على بغلته يصحبه خادمه والنجاب ورفيق آخر ، فوصلوا في ظهر اليوم التالي إلى المخيم السلطاني بالشهداء. وكان العويني رسولا مكرما وفي أحاديثه مع السلطان مقنعا ، ثم رجع العويني إلى جدة بعد ثلاثة أيام حاملا معه كتاب السلطان باسم الريحاني. ثم كتب الريحاني جوابه إلى السلطان ولم يجىء له الجواب من السلطان مدة أسبوع فكتب الريحاني كتابا آخر هذا نصه :
جدة ٧ جمادى الثانية سنة ١٣٤٣ ه
مولاي العزيز المعظم السلطان عبد العزيز أطال الله بقاءه وأدامه ،