على الجنود السير فيها بأثقالهم ومدافعهم ، ولمّا وصل سموه إلى الطائف رأى القوات التي كانت معه لا تكفي ، فأرسل رشدي بك الصفدي ليأتي بالقوة التي تركها بين مكة والطائف ، وأوصاه بأن يجيء بها بطريق القديرين ، أي بالطريق المأمونة ولكن الذعر الذي استولى على سكان الطائف بعد سقوط شرقرق والمبعوث ، وما بدا من سلوك بعض القبائل اضطر الأمير علي إلى الجلاء عن الطائف بحماية قوة من بني سفيان ، كانت مرابطة في جبل السكارى ، ورجع الأمير علي بجيشه إلى الهدى (دخول الوهابيين الطائف).
لم يبق في الطائف بعد جلاء الجيش عنها سوى أهلها ، وقد جعلوا يفكرون في الخطة التي يجب عليهم اتباعها ، فكان رأي الأكثرية الدفاع أو التسليم بشروط ، وبينما معظم رجال المدينة يترصدون تقدم الوهابيين في الشرق والجنوب وإذا بالباب الشمالي قد فتحه للغزاة فريق من السكان بدون علم من الفريق الآخر الذي فوجىء بالخبر مفاجأة ، لمّا رأى نفسه بين ناريين.
وقد دامت حالة الفوضى الليل بطوله ، لأن الوهابيين الذين دخلوا المدينة لم يكن على رأسهم قائد كبير بل إن قوادهم كانوا على بعد ثلاثة أرباع الساعة من الطائف في مكان يقال له (دما).
وقد احتلت الطائف بعد خروج الأمير علي منها بنحو ساعتين ، وقبل دخول القواد الوهابيين إليها بثماني ساعات ، فعمل الظافرون فيها السلب والنهب.
والمفهوم أنهم لم يمسوا الأعراض ، ولم يتعمدوا قتل النساء ،