وادي الرمة أربعين يوما ، ولما رحل إبراهيم باشا من نجد ، وقعت الحروب بين أهلها ، وتقاطعوا الأرحام ، فوثب رشيد بن سليمان الحجيلاني ، من آل أبو عليان أهل بريدة ، على عبد الله بن حجيلان بن حمد فقتله ، وذلك أن حجيلان بن حمد قد قتل سليمان الحجيلاني ، لما حاصر سعدون بريدة كما تقدم ، ثم إنه بعد أربعين يوما سطا رجال من آل أبو عليان على رشيد المذكور في بريدة ، كانوا قد جلوا إلى عنيزة ، فحصروا رشيد المذكور ومن معه في قصر بريدة ، ثم إن الجبخان الذي في القصر سقطت عليه رصاصة ، فثار ، فاشتعلت النار في القصر ، وأحيط برشيد ومن معه في القصر قتلا واحتراقا.
وكان إبراهيم باشا لما أراد المسير من نجد إلى مصر ، أمر بهدم أسوار بلدان نجد فهدمت ، وكثر القال والقيل ، والسعايات عنده من أهل نجد في بعضهم بعضا ، وممن رمي عنده الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فأمر بقتله فقتل ، والشيخ علي العريني قاضي بلد الدلم ، والشيخ رشيد السردي قاضي حوطة بني تميم ، والشيخ عبد الله بن محمد بن سويلم ، والشيخ عبد الله بن أحمد بن كثير رحمهمالله تعالى. وقتل أيضا عدة رجال من أعيان أهل نجد ، منهم عبد الله بن رشيد أمير بلد عنيزة ، وفهد بن عفيصان ، وأخوه عبد الله ، وابن أخيه متعب رؤساء بلد الخرج من عائذ ، قتلهم حسين جوخدار منصرفة من حوطة بني تميم ، وقتل محمد بن علي رئيس جبل شمر.
وهلك في هذه السنة وفي التي قبلها ـ من أهل نجد ـ خلائق كثيرة.