وفيها اشتد القحط والغلاء ، وهلك كثير من بادية الحجاز واليمن ، ونجد ، وماتت إبلهم وأغنامهم ، بيع التمر سبع أوزان بالريال ، وفي القصيم خمس وزان بالريال ، والعيش ثلاثة أصواع ، وأما مكة المشرفة ، فالأمر فيها عظيم لأجل الحصار ، وقطع الميرة بسبب الحرب التي بين الشريف غالب ، وبين عبد الوهاب أبو نقطة ومن معه من أتباع سعود بن عبد العزيز ، قيل أن كيلة الأرز بيعت بستة أريال ، والدهن بيع الرطل منه بريالين ، وبيعت لحوم الحمير وأكلت الجيف ولحوم الكلاب ، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم. فلما اشتد الحال بالشريف غالب وأهل مكة ، وقعت المصالحة بين الشريف وبين عبد الوهاب أبو نقطة ومن معه على المبايعة لسعود ، فبايع الشريف غالب بن مساعد عبد الوهاب أبو نقطة لسعود بن عبد العزيز على السمع والطاعة ، وتم الصلح على ذلك.
وفي هذه السنة قدم وفد أهل المدينة على سعود بن عبد العزيز في الدرعية وبايعوا على السمع والطاعة.
وفي سنة ١٢٢١ ه : توفي بداي بن بدوي بن مضيان من رؤساء جرب بعلة الجدري ، وتولّى بعده أخوه سعود.
وفي هذه السنة حج سعود بن عبد العزيز بالناس ، ومنع الحاج الشامي من الحج.
وفي سنة ١٢٢٢ ه : قدم سعود بن عبد العزيز المدينة المنورة ورتّبها ، وجعل فيها عدرة رجال مرابطة.
وفي سنة ١٢٢٣ ه : حج سعود بن عبد العزيز بالناس ، ولم يحج أحد من أهل الأقطار تلك السنة.