بها ولا شجر ولا جبال ، مسيرة أربعة أيام قبعان لا تنبت إلّا النصي والصخبر وما أشبهها لا ترى به شجرة مرتفعة لا عرفجة ولا غيرها ، إنما ترله مبياضا كله ، فإذا فصلت من الدو صرت إلى كفة العرفج وفي منقطع الدوّ حين تجوزه وأنت تريد البصرة واد يقال له وادي السيدان به مياه لأفناء تميم ، على كل ماء قباب مبنية ، وكلها بعيد قعرها لا يخرج ماؤها إلّا بالغروب والسواني ، ولا يخرج الغرب من قعر البير إلى فمها حتى يجر الجمل الرشاء في الأرض من بعد مذهبه ، ثم تجوز ذاك منحدرا تريد البصرة فعن يمينك مياه من ثماد منها ثمد يسمى الرقاعي ، وعن يمينك حين تجوز النحيحية منحدرا إلى البصرة جبل يقال له تياس ، وقريبا منه ثمد يقال له الفارسي عليه قبتان مبنيتان ، وهما لبني الحرماز ، وعن يمين ذاك جبل يقال له الرحاء ، وقريب من الرقعي ثمد الكلب ، وفي تلك المخارم ثماد عامتها لبني الحرماز ، ثم تجوز المخارم حتى تهبط إلى كاظمة (١) ، وكاظمة على ساحل البحر ، وبها حصن ودور مبنية وتجار ، وعامتهم تميم ، ثم تسند في النجفة فتمضي فيها إلى الصليب ، وهو جبل ، والنجفة طريق بين أجبال فيها رياض ، ثم تهبط في أدوية سهلة حتى تنتهي إلى إيرسي الركبان ، وهو علم مبني من حجارة للطريق وهو شبه شخص إنسان ، ثم تجوز إلى الخزيز ، فتمضي في الخزيز ، حتى تهبط ماء يقال له سفوان ، فيه بيوت مبنية كثيرة فيها شرك لبني ضبة بن أدّ ، وبني سعد بن زيد مناة بن تميم ، وبه تجار وبين سفوان والبصرة بياض يوم
__________________
(١) كاظمة هي المعروفة اليوم بالجهراء.