يقول الشيخ آغا بزرك الطهراني أيضا في كتاب طبقات أعلام الشيعة : «لقد رأيت حاشية حبيب الله المشهور بميرزا جان الشيرازي مكتوبا بخطّ ميرزا كمال على شرح مختصر العضدي. ونسخة هذا الكتاب موجودة ضمن ممتلكات الحاج علي محمّد نجف آبادي ، وكذلك رأيت بعض ممتلكاته وخاتمه الذي حكّت عليه العبارة التالية (أغثنا يا من له القدرة والكمال)» (١).
فيما مضى تكلّمنا عن الإبهام الموجود في حياة الأستاذ ، وغربته العجيبة ، والآن يجب أن نعرف بأنّ سلالة ميرزا كمال الدين تعرّضوا لنفس الغربة التي تعرّض لها الأستاذ ، وعلى العكس باقي أصهار العلّامة المجلسي.
وذكر ميرزا حيدر علي المجلسي ، المتوفّى عام ١٢١٤ ، في ختام رسالته التي كتبها عام ١١٩٤ ، وعند ما يتطرّق إلى أحفاد العلّامة المجلسي الأوّل من بناته الأربعة يقول : «ولم يبق أحد من أبناء ميرزا كمال الفسائي ، وفي حال وجود أحدهم فلا علم لي بذلك».
السيد أحمد البهبهاني حفيد العلّامة المجلسي الأوّل من ابنته آمنه بيكم ، وكذلك الملّا محمّد صالح المازندراني الذي ألّف كتاب «مرآة الأحوال» في الهند عام ١٢٢٠ وأتمّه عام ١٢٢٥ ، يقول فيه : «وأمّا أبناء المرحوم المغفور له العلّامة ميرزا كمال محمّد الفسائي ، فأمرهم مجهول» (٢).
وحول كيفيّة حياة ميرزا كمال ، والمواضيع والحوادث التي تعرّض لها ، والمواقف التي اتّخذها والتي تحصل غالبا للعلماء والعارفين وتجعل حياتهم شيّقة وذات معان وعبر تختلف عن حياة الآخرين ، فإنّه لم تصلنا أي معلومات عن ذلك ، بل إنّنا نجد اختلافا كبيرا في تاريخ وفاته ، وعلى أي حال فإنّ طول حياته وتاريخ وفاته تحوم حوله غيوم من الشك والإبهام.
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة ، ص ٦١٨ ـ ٦١٩.
(٢) مفاخر الاسلام ، ج ٨ ، ص ٣٥٦.