رئيس الظفير وربطه ، ولعل لذلك علاقة بحادثتهم مع الفضول ، وكان الأشراف يتدخلون في شؤون نجد وفي شؤون القبائل تدخل فعلي على أن الشريف عبد العزيز ليس هو صاحب السلطة في الحجاز ، ولا هو مندوب من قبله ، وإنما كل شريف يعمل لحساب نفسه إذا فاقت عليه المشاكل في الحجاز جمع له من أوباش الناس من لا يعيش إلّا بالسلب والنهب ثم يخرج لنجد ، كما كانت مفككة الأوصال لعدم الرابطة بينهم واختلاف الكلمة ، فينزل أي بلد يقتضيه نظره ، ثم يضع عليه ضريبة إن دفعوها وإلّا انتهب البلد بما فيها ، فهذه كانت أعمالهم مما قد أسلفنا ذكره ، ومما سيأتي بعد هذا. ولا نجد سبب لما يعملون إلّا لمجرد الاستبداد والغطرسة وإظهار العظمة ، وساعدهم على ذلك الحالة العامة في نجد وما هم فيه من التخاذل والشقاق والضغائن والأحقاد التي هي أصل البلاء عليهم في أنفسهم من أنفسهم من غيرهم.
حوادث سنة ١١٠٩ ه
قد ذكرنا في حوادث سنة ١١٠٧ ه خروج الشريف سعد بن زيد وعمله في أهل أوشيقر ولم يخرج إلى نجد بالسنة الثانية لانشغاله في حوادث الحجاز مع بني عمه من الأشراف حتى استقر الأمر بينه وبينهم ، وخرج في هذه السنة ولم يكن قصده الوشم بل أراد أن يعمم عدله فقصد سدير ونزل روضة سدير البلد المعروفة ونكل بأهلها تنكيلا شديدا وسلبهم ما استطاع من النقود والطعام فلما قضى وطره منها رحل ونزل قرى جلاجل وقبض على ماضي بن جاسر أمير الروضة وحبسه ، ثم رحل ونزل الغاط ثم بعدها أطلق ماضي ورجع إلى بلده وإمارته.