الحج في هذا العام
قد مضى سنوات ثلاث أو أربع لم يحج من نجد بسبب تعنت الشريف ، وبعد مراجعات عديدة أذن لأهل نجد بالحج ، ففي هذه السنة حج محمد بن عبد الرحمن الفيصل وحج معه خلق كثير من جميع نواحي نجد لا يقل عددهم عن خمسين ألفا وقد أخبرني صالح المنصور أبا الخيل وكان قد حج في هذه السنة فقال : إن الشريف الحسين زار محمد بن عبد الرحمن ثلاث مرات في أيام منى وكان كثير المجاملة والملاطفة في محادثاته مع محمد ومما قاله في أحد أحاديثه أنه أدرك في إمارته ثلاثا لم يدركهن أحد من الأشراف قبله.
الأولى : استقلال العرب وتوحيد كلمتهم.
«وكان ذلك بعد ثورته بسنة والحرب على أشده بين الدول وهو في زهوة الأمل شديد الثقة بوفاء حليفته. ولما يتذوق مرارة غدرهم ونكثهم بعهودهم له».
الثانية : أنه لم يحج أحد من أمراء العرب الكبار إلّا في زمنه هو «لعله يشير إلى محمد بن عبد الرحمن» وإلى الخديوي عباس حلمي الثاني.
الثالثة : قال صالح في خبره : لما كان يوم النزول من منى أرسل محمد بن عبد الرحمن إلى جميع أمراء حجاج أهل نجد وأمرهم أن يقدموا أثقالهم وأمتعتهم ومن معهم من النساء إلى مكة وأن يحضروا أهل الجيش من كل بلد على بيرتهم «أي علمهم» فانضم إليه نحو من ستين لواء يبلغ هجانتهم عشرة آلاف تقريبا فلما تكاملوا سار لوار محمد بن عبد الرحمن