وكتب الإمام معهم كتابا للشيخ قاسم هذا مضمونه :
كتاب الإمام عبد الرحمن الفيصل
إلى الشيخ قاسم بن ثاني
قال : كتابكم المكرم الذي على يد الابن عبد العزيز وصل ، وصلكم الله إلى ما يرضيه ، وأسرنا طيبكم وسلامتكم أدام الله تعالى ذلك لكم ، وحنا سلمك الله قصرنا في تأخير جوابه ، والمانع لنا عن ذلك ما أحبينا نكتب لكم حتى تنقضي مادتنا حنا وطوارف الدولة ، ونذكر لكم المواد على حقائقها ، أما مادة والي البصرة فقد بيّناها لكم يوم حنا بأطراف الكويت ، وصار انفصال الأمر مرتبط بمواجهة المشير ، لأنه قد تعين للنظر في أحوال نجد وإصلاحاته ، وتواجهنا حنا والمشير في عنيزة وسهل الله الأمور وهوّنها بلطف منه ورحمة للمسلمين ، وصار الخير فيما اختاره الله ، صارت ظهرتهم إلى نجد هي عين الخيرة ، أشرفوا على نجد وأحوالها وأصابهم مشاق عظيمة كلفتهم غاية الكلافة ، وتحقق عندهم تشبيهات وتزوير ابن رشيد وغيره من المفسدين.
ومن أعظم ما تبين في هالأمر وقام واجتهد فيه شريف مكة ، والحامل له على ذلك آل بسام وما ساقوه من الفلوس له أكثر من اثني عشر ألف ليرة ، ولا أحد قام في هالأمر ، واجتهد وفتح لهم بيان حتى أمر هالرتب في القصيم الأطوار منهم في الشام والحجاز والعراق ، كل ما يقدرون عليه من الشين والفساد ما ذخروه ، ومع هذا فلا والله لهم طارىء عند والي البصرة ، ولا عند المشير إلّا أنهم يمقتونهم بأفعالهم ، وشريف مكة ما زاد شرّه إلّا لأن حنا ما وجهناه فيهم ، وجميع ما ذكرنا