إخراج عبد الرحمن من الأحساء ونهب البلاد
جهزت حكومة بغداد جيشا كثيفا سيّرته بقيادة ناصر السعدون فسار ناصر باشا بقواته برا وبحرا فانضم إليه قبائل عنزة فاحتلت القرى البرية القطيف وتوابعها للمحافظة وكانت لم تزل بأيديهم أما القوة البرية التي يصحبها ناصر باشا فقد تابعت سيرها إلى الأحساء ، فلما قاربوها خرج عبد الرحمن الفيصل من البلاد وقصد الرياض. ودخل ناصر باشا الأحساء دون أن يلقى مقاومة فأباحها ثلاثة أيام فنهبت جنوده البلاد ، وفعل بأهلها أفعالا سوّدت صحيفته وتاريخه ، من الفتك والسلب والنهب وهتك الأعراض مما يشمئز الإنسان من ذكره ، ويتحاشى عن تسطيره ، إذ لو كان فيه ذرة من الشهامة العربية لما رضي على قومه بمثل هذا مخالفا في ذلك ما عرف عن بيت آل السعدون من الشهامة والعزة ، والشرف تاركا آثار أجداده الكرام ومقتفيا آثار سادته إلى الأتراك ، مؤيدا لاستعمارهم لبني دارته ، وقد كانت في جريانها على يده أشد وأنكى من المصيبة نفسها ترسخت أقدام الترك في البلاد ورجع ناصر باشا حاملا نياشين الخزي والعار.
وفاة سعود بن فيصل
دخل عبد الرحمن الفيصل الرياض راجعا من الأحساء فوجد أخاه سعود مريضا ولم يلبث أن توفي في ذو الحجة سنة ١٢٩١ ه وولى الإمارة فيها عبد الرحمن.
وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن مانع بن شبرمة الوهيبي التميمي