القطيف ويقال : إن
لهزيمة محمد سببا آخر وهو أن راكان بن حثلين لم ينس وقعة الطبعة التي أوقعها فيهم
عبد الله سنة ١٢٧٨ ه وارتبط سرا مع سعود ولما اشتد القتال أغار على جيش محمد
وأخذه وانقلب سبيع على المخيم ونهبوه جريا على عادة الأعراب إذا كان لا بد للأعداء
من نهب متاع الصديق فالصديق أولى به وفي هذه الحادثة يقول راكان بن حثلين وهو
يرتجز :
يا يام يا سقم
للحريب
|
|
ردوا لعبد الله
قضاه
|
من كان له حق
مصيب
|
|
يوم اسمنت ياخذ
وفاه
|
كتب سعود إلى أهل
الأحساء والقطيف يدعوهم إلى الطاعة فأجابوه وقدم إليه كبراؤهم وأعيانهم في جوده
وبالقوة ، فجعل عندهم أمراء من قبله ثم سار إلى الرياض وقد خرج منها عبد الله
فدخلها ونهب رجاله المدينة ثم كتب إلى أمراء البلدان أن يقدموا إليه فجاءه أهل
الوشم ، وسدير والمحمل والشعيب وبايعوه أما عبد الله فقد قصد قحطان وانسحب إلى
وادي حنيفة وأخذ يستميل بعض القبائل فاجتمع لديه بعض من الحضر وشراذم من البدو.
أما القصيم لما
حصل هذا الاختلاف بين آل السعود رجع أمره إلى أهله ولم يدخلوا في هذا الصراع ،
فقام مهنا الصالح أبا الخيل وتولى إمارة بريدة وتبعه القصيم ، إذ لم يكن فيها أمير
ومهنا يرشح نفسه لهذا الأمر من زمن طويل ، فلما سنحت الفرصة بهذه الحروب بين آل
السعود واغتنمها وتولى الإمارة بعد مراجعة جماعته وكانت هذه أول إمارة آل مهنا في
بريدة.