إلّا مظاهر عند أمراء وقواد جنوده ، ومهما اشترط أو طلب فاقبله وعلي تدبير الأمر بعد ذلك فلما جلس عبد الله الفيصل بالمجلس العام تقدم إليه الأمير طلال وقال بعد السلام هذا خادمكم زامل أتى لتقديم الطاعة وطلب العفو والصفح من الإمام ومنكم فقابله عبد الله بجفاء ظاهر ثم أخذ يتكلم عليه وعلى أعماله ، وقال : إنكم اغتريتوا بحلم الإمام عنكم وتغاضيه عن أعمالكم ، فاجترأتم عليه ، ونقضتم العهود ، وجندتم الجنود ، وشققتم عصا الطاعة ، أكثر من مرة ولم تعتبروا بمصير من قبلكم ممن كان عمله مثل عملكم ثم أخذ يتهم ويتوعد ، وهنا اعترض الأمير طلال وقال : يا طويل العمر كفى مسيء عمله ، وقد جاءه ما يكفيه ، وهم بالسمع والطاعة للإمام ، وإنما ينتظرون صدور العفو ، قال : لا حتى يؤدوا ما هو مطلوب منهم ، وقد ذكر مطالبه من السلاح والمال ، فقال طلال : جميع ما تطلبونه يحضر وأنا كفيل عليهم بذلك ، فتم الأمر ثم استأذن طلال من عبد الله بأن يضيف زاملا في هذا اليوم فأذن له وذهبا إلى مخيم طلال ، فقال زامل لماذا تكفل علينا بهذا المبلغ وأنت تعلم أننا لا نستطيع أن ندفعه ولا يقبل ذلك من ورائي ، قال ألم أقل لك لا تهتم في هذا الأمر ، فما هي إلّا مظاهر يراد إشاعتها ولما جلس عبد الله الفيصل ذهبا إليه وكان مجلسا خاصا فخاطب الأمير طلال عبد الله الفيصل وقال : إن خدامك أهل عنيزة لا يستطيعون هذا الحمل الثقيل الذي فرضته عليهم ، وقد أنهكهم هذا الحصار وذهب بأموالهم ، فهم يلتمسون أن تتفضلوا عليهم وتعفوهم من ذلك ، قال : لا بد من أداء ما قررنا عقوبة لهم وردعا لأمثالهم ممن تحدثه نفسه بشق عصا الطاعة ، فقال طلال إن زاملا يقول إنه لا يجب أن يرجع إليهم بهذه الشروط ، وإذا كان لا بدّ من ذلك فهو يود أن