عبد الله بن رشيد يخبرونه ، فتلقاهم ابن رشيد بالرجال والرحائل وبذل ما يستطيع تقديمه ، وكان عبد الله بن ثنيان في بريدة وقد تابعه أميرها وأهل القصيم إلّا عنيزة فإنها عصت عليه وأبت متابعته فحاصرها. فجاءهم خبر وصول فيصل إلى ابن رشيد ، فأراد ابن ثنيان أن يخادعه فأرسل إليه هدية فقبلها وأرسل إليه أهل عنيزة عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبا بطين يستدعونه للقدوم إليهم ويعدونه بالنصرة ، فوافاه الإمام فيصل في الكهف ، وقدم إليه كتاب وأبلغه أن أهل عنيزة بالسمع والطاعة ، فرحل من مكانه وقصد عنيزة وأمر على أخيه جلوي وعبيد بن رشيد ومعهما مائة رجل محمد بن فيصل الدويش ، وينزلون عنده في الحمادة ، فساروا في طريقهم ، وسار الإمام فيصل إلى عنيزة ، ومعه عبد الله بن رشيد وجنود ابن ثنيان حول البلاد ، وأعمى الله عن الإمام ودخل البلاد آخر الليل ، فأخذ بعض رجال ابن ثنيان يتسللون منه ويلتحقون به ، ثم رحل ابن ثنيان راجعا إلى الرياض ، فلما علم به جلوي والدويش ساروا إليه فأدركوه في الوشم وأخذوا منه شيئا ورجعوا عنه ، وتابع سيره حتى وصل الرياض ودخلها ، ثم سار جلوي وعبيد بن رشيد إلى ثادق ، ونزل الدويش وسار عبد الله بن إبراهيم إلى سدير يدعوهم ، إلى متابعة فيصل فأجابوه وتأهبوا إلى مجيء فيصل.
مسير فيصل إلى الرياض
والاستيلاء عليها والقبض على ابن ثنيان
دخل ابن ثنيان الرياض فرق السلاح والأموال ورتب الحصون وهدم البيوت التي حول القصر استعدادا للحصار ، ورتب في مواضعهم في البلاد وفي الحصون وفرق الأموال.