فبانت بوادر ذلك لابن رشيد ، فركب إلى الدرعية ليزيل ما عسى أن يكون قد علق بخاطر الإمام عليه ، فقدم الدرعية ولم يجد المقابلة التي كان ينتظرها ، فلم يلبث أن قدم حجيلان الدرعية واتصل بالإمام عبد العزيز اتصالا متتابعا ، بينما ابن رشيد لا يتصل بالإمام إلا في المجلس العام ، وقد طلب مرارا مواجهة الإمام فلم يؤذن له ، ودبر حجيلان أمره وأخذ الإذن بمهاجمة عنيزة واحتلالها ، وكان سعود بن عبد العزيز في شقرا مع الجيش راجعا من الغزو ، فأخذ حجيلان كتابا من الإمام عبد العزيز إلى ابنه سعود يأمره بالتوجه إلى القصيم واحتلال عنيزة. سار سعود بجيشه ، ولما قرب من البلد نزل خارجا ، وتقدم حجيلان بقوة صغيرة ودخل باب السور وقتل البواب ، وتقدم إلى البلد وأناخ عند باب القصر فاستفتح ففتح له ، ودخل القصر وقتل البواب واحتل القصر ، لأنه لم يكن به حامية.
وكان الناس آمنين مطمئنين وليس هنا شيء من الدواعي التي توجب الحذر ، فأمير البلاد عند ابن سعود والأمور صالحة ، فلم يلبث أن دخل قسم كبير من الجيش واحتل القصر ، جرى كل ذلك بين صلاة الفجر وطلوع الشمس. ولم يحدث أقل حادث إذ إن أهل البلاد ـ حتى الآن ـ لم يعلموا بشيء مما راعهم إلا المنادي ينادي وسط الأسواق الحكم من ثم لابن سعود ، من أراد العافية فليلازم بيته ، ونبّهت الناس ولم يعلموا كيفية الأمر فركنوا إلى السكون. فأمر حجيلان جنده بنهب بيوت آل الرشيد ، وأخذوا جميع ما فيها حتى ما على النساء وما عندهن من ذهب وملابس. ثم بعد أيام أمر سعود على نساء آل رشيد فجهزوهم وأرسلوهم إلى الدرعية ، وكان عبد الله بن رشيد لم يزل هناك ، فأقام هناك إلى ما بعد حوادث الدرعية ، وبلغ حجيلان أمله في ابن رشيد. ومن هذا التاريخ صار