الذي عنده ، وكذلك آل جناح من بني خالد أهل عنيزة قتلوا مطوعهم ، وأما ابن رشيد رئيس القسم الثاني من عنيزة فلم يفعل ، ولما وصل سعدون إلى القصيم بما معه من الجنود ونزل على أطراف بريدة وحاصرها ، طلب من طالب العلم الذي في عنيزة فأحضره وقتله سعدون على الرغم من ابن رشيد ، فعلى هذا يكون الفاعل هو سعدون لا أهل القصيم الذين لا أظن أنهم يفضلون ولاية ابن عريعر على ولاية ابن سعود ، ولكن لم يكن لهم الخيار في ذلك ، والحكام لا يحترمون طالب علم ولا غيره متى رأوا منهم أعمالا تخل بسياستهم. إذا فما لهذا التهويل والتشنيع على أهل القصيم في معنى ردتهم عن الإسلام ، فعدم دخولهم تحت طاعة أمير أو أتباعه لا يخرجهم من دائرة الإسلام ، على أن أهل القصيم لم يلبثوا بعد ذلك إلا مدة قليلة حتى دخلوا تحت طاعة ابن سعود حينما تغلب على ابن عريعر.
إجلاء آل الرشيد أمراء عنيزة
كان لفشل ابن عريعر في محاصرته بريدة ورجوعه عنها أثر كبير على تقلص نفوذه من القصيم ، فقد قام عبد الله بن رشيد أمير عنيزة على آل جناح أمراء القرية الثانية من عنيزة ، وتغلب عليهم وأجلى الكثيرين منهم فتبعوا بني عمهم في الأحسا والقطيف ، وهدم منزلتهم. وبعد مدة قليلة دخل تحت طاعة ابن سعود ، إلا أنه لا يأتمر بأمر حجيلان بن حمد المفوض ، على القصيم من قبل ابن سعود ، فأوغر ذلك صدر حجيلان على ما بينهما من عداء سابق ، فأخذ يحيك الدسائس ويبث الدعاية في الدرعية ضد ابن رشيد حتى أثر على الإمام وكان يستنصحه.