علاقاته مع ابن سعود قبل الدعوة وبعدها
أما علاقته بابن سعود قبل قيامه بتأييد الشيخ محمد فكانت علاقة ودية وليس بينهما شيء من الخلاف ، ولما قام بتأييد الشيخ تغيرت الحالة ، وأخذوا ينظرون إلى ابن سعود نظر الريبة ، خوفا على مراكزهم ، لأنهم نظروا له أمر من الوجهة السياسية فهبوا لمقاومة هذه الفكرة وحالوا دون انتشارها خوفا أن تسري إلى العامة فتخذلهم ، وبالأخص العنقري فإنه من الناقمين على دعوة الشيخ قبل اتصاله بابن سعود ، وساعدهم بعض طلبة العلم الذي ينقمون على الشيخ بعض ما جاء مما لم يألفوه ، جهلا منهم وغباوة وتصوروا أن نجاح دعوة الشيخ تفقدهم مراكزهم ومنزلتهم في نفوس العامة ، فاتفقت مصلحة الأمراء وطلبة العلم ، فوحدوا كلمتهم لمقاومة هذه الدعوة ، ولكن ابن سعود لم يأبه لهؤلاء فتركهم وشأنهم ووجه عنايته إلى دهام بن دواس فجعله هدفه الأول ، ولم يلتفت إلى غيره.
ولكن العنقري لم يشأ أن يبقى مكتوف الأيدي فاغتنم فرصة اشتغال ابن سعود بحرب دهام وأخذ يؤلب عليه ويبث الدسائس ضده فكاتب ابن معمر ودهام بن دواس يطلب توحيد كلمتهم وعقد محالفة ثلاثين فأجابوه وتقرر أن يكون الاجتماع في العيينة ، فلما حضروا للمفاوضة ، أحس بهم أهل العيينة ، وكانوا قد تابعوا الشيخ وأميرهم عثمان ، كذلك ، فثار عليهم أهل البلد وطردوهم واعتذر لجماعته أن قضت بصلحهم الشيخ فقبلوا عذره.
ولما بلغ ابن سعود أمرهم وجه نظره إلى العنقري وأراد أن يسحقه