بسم الله الرّحمن الرّحيم
النهضة الإصلاحية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فقد انتهى الدور القديم بما فيه من خير وشر ، وما فيه من غموض وإبهام ، ووقفنا في الجزء السابق على مد هذه النهضة التي تبدلت فيها حالة نجد من الفوضى إلى النظام ، ومن التفرق إلى الاجتماع ، ومن الخوف إلى الأمن ، ومن كل حالة سيئة ، إلى حالة حسنة ، وذلك ببركة دعوة منقذ نجد من الجهالة : الشيخ الجليل ، والمصلح الكبير والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، قدس الله سره ، فلو لم يكن له من الفضائل إلّا اجتماع الكلمة وتوحيد الأمة لكفل ارتكاب فضيلة ، فكيف وقد جمع الله به شتاتهم وأنقذهم مما هم فيه من الجهالة ، وألف بينهم ، وكف أيديهم عن الاعتداء بعضهم على بعضا ، وأشرب قلوبهم حب الإيمان ، ونفى عنهم درن البدع الدينية التي قد عمت البلاد وأزال الثغاء والبغضاء المتأصلة في قلوبهم ببركة إرشاداته ، وجاهد في ذلك علما وعملا حتى جعلهم على الحجر البيضاء فجزاه الله أفضل ما جازى به عاملا عن عمله.