وكان كثيرا ما يفرق على أهل النواحي والبلدان كثيرا من الصدقات في كل وقت وكل سنة يعطي كل أهل بلد وكل أهل ناحية ألف ريال وأقل وأكثر ، ويسأل عن الضعفاء والأيتام في الدرعية وغيرها أو يأمر بإعطائهم ، وكثيرا ما يغدق على بيوت الدرعية وضعفائها ، وكان كثيرا ما يغدق على أهل النواحي للحض على تعليم القرآن وتعلم العلم وتعليمه ، ويجعل لهم راتبا في الديوان ، ومن كان منهم ضعيفا يأمره أن يأتي إلى الدرعية فيقوم بجميع أنوابه.
وأخبرني كاتبه قال : إن عبد العزيز أخذه يوما صداع فدعاني وقال : اكتب صدقة لأهل النواحي ، فأملى عليّ لأهل منفوحة خمسمائة ريال ، وأهل العينية مثل ذلك ، وأهل حزيملا سبعمائة ريال ، وأهل المحمل ألف وماية ريال ، وجميع نواحي نجد على هذا المنوال قال : قيمتها تسعون ألف ريال.
وأتى إليه يوما خمس وعشرون حملا من الريالات ، فمر عليها وهي مطروحة فنخسها بسيفه ، فقال : اللهم سلطني عليها ولا تسلطها عليّ ، ثم بدأ في تفريقها.
وإذا الغزو معه أو مع ابنه سعود ، وبعث رسله إلى رؤساء القبايل من العربان وواعدهم جميعهم يوما معلوما على ماء معلوم ، فلا يتخلف منهم أحد عن ذلك الموعد ، لا حقير ولا جليل ، ولا من بوادي الحجاز ولا العراق ولا الجنوب ولا غير ذلك فمن ذكر متخلفا ممن تعين عليه الأمر من رجل أو فرس أدب أدبا بليغا ، وأخذ من ماله نكال والرجل الواحد واثنين إذا أرسلهم عبد العزيز وابنه سعود إلى البوادي من جميع أقطار