وفي الثالث عشر من صفر ورد الشفلح على الوزير فعفى عنه وأكرمه وهكذا عادة الوزير سريع العفو على المجرمين ، والشفلح هذا شيخ قبيلة زبيد ، وكانت قبل الآن سنية ، وأما الآن فبلغنا أنهم ترفضوا ، ولعلهم اكتسبوه من جيرانهم.
باب
فيمن قرأ عليهم العلوم الوزير المترجم داود باشا :
أما القرآن فجوّده على شيخ القرّاء محمد أفندي والموصلي ، وأما النحو والصرف فقرأهما على المنلا حسن بن علي الزوزجي ، وأما علم الرياضي فقرأه على لطف الله أفندي بن عبيد الله كاتب الديوان زمن سليمان باشا أبي سعيد ، وأما المطوّل فقرأه على أسعد أفندي بن عبيد الله بن صبغة الله مفتي الحنفية في دار السلام ، وقرأ عليه أيضا علم آداب البحث والمناظرة وعلم الوضع ، ثم قرأ علم المعاني والبيان والبديع على المنلا صبغة الله بن مصطفى الكردي ، وقرأ عليه أيضا علم الأصول وتفسير البيضاوي.
باب
في ذكر من أجازه من العلماء في العلوم والحديث :
أفضل من أجازه مولانا السيد زين العابدين جمل الليل وقد مرّ طرف من ترجمته والثناء عليه ، وسنده معروف مشتهر عند جميع الأمم ، توفي السيد زين العابدين جمل الليل المدني سنة ١٢٣٥ ه خمس وثلاثين ومائتين وألف ، وله مؤلفات بديعة ، منها كتاب في المشتبه والمفترق ، ومنها اختصاره للمنهج وشرحه.