فلما اطلع الكتخدا على الكتاب ارتضى الصلح ، فكتب جوابا لابن سعود : من علي باشا إلى سعود بن عبد العزيز أما بعد : فقد أتاني كتابكم ، وكلما ذكرت من أمر المصالحة صار لدينا معلوما ، لكن على شروط نذكرها لك ، فإن قبلتها وعملت بها فحسن ، وإلّا فما نحن عاجزون عنك ولا عن طوائفك وعندك الصحيح إذا اشتدت الهيجا وانشقت العصا ، فحسبك والضحاك سيف مهنّد حيث لنا مقدار أربعة أشهر في بلادك ، نجوب الفلا ونتآثر أهل القرى ، وأنت ما قدرت تظهر من مكانك غير هذه الدفعة ، وبهذه الدفعة أيضا اغتررت بقول عفيصان ، فأما [٢٥] الشرط الأول : فهو أن لا تقرب الحسا بعد الآن ، والشرط الثاني : أن ترجع الأطواب التي أخذتها من ثويني ، والشرط الثالث : أن تعطينا جميع ما صرفناه في هذه السفرة ، والشرط الرابع : أن لا تتعرض للحجاج الذين يأتون إليك من طرف العراق ، ولا لأبناء السبيل ، وأن تكفّ غزوك عن العراق ، وتكون معنا كالأول.
فهذه الشروط التي أخبرناك بها ، والسلام على من اتّبع الهدى.
فكتب له ابن سعود ما نصه : جاء كتابكم وفهمنا معناه ، فأولا الحسا قرية خارجة عن حكم الروم وما شاوي التعب وما فيها شيء يوجب الشقاق.
وأما الأطواب فهي عند والدي في الدرعية إذا وصلت إليه أعرض الحال بين يديه ، والوزير سليمان باشا أيضا يكتب إليه ، فإن صحت المصالحة تصلكم الأطواب ، وأنا كفيل على ذلك حتى أوصلها البصرة.
وأما مصاريفكم فإني لم أملك من هذا الأمر شيئا والأمر فيه لوالدي إذا وصلت إليه.
وأما ما ذكرتم من أمر الطريق وعدم التعرض للحجاج فحبا وكرامة ،