فلما وصل إلى شيراز تذاكر مع كريم خان الزندوي في جملة مسائل ، منها درّ البصرة وفك أسراها وأعيانها وحذّره من عاقبتة بطش الدولة العثمانية وأن لها عقابا أليما إذا التفت إلى عقاب بعض الجهات ، فلم يلتفت العجمي لقوله ، ولا أجابه لسؤاله فرجع ابن شاوي إلى بغداد خائبا ، فلما قرب من بغداد بلغه خبر وفاة عبد الله باشا سنة ، فدخل بغداد والفتنة مضطرمة بين أهل الجهة الشرقية وأهل الجهة الغربية ، وكادت البلدة تخرب من كثرة الضرب والقتل ، وذلك أن عجم محمد مدّ للوزارة عنقه وساعده سليم باشا وقام من الجانب الغربي حسن باشا طالبا للوزارة ومعه عسكره وأعوانه.
فلما رأى محمد بن شاوي شدّة الفتنة تجنب الفئتين ولم يبرز رسالة عبد الله باشا لأحدهما بل أبقاها بختمها فلذلك رضي به الفريقان أن يكون حكما بينهما فاقتضى رأيه أن يرسل إسماعيل بيك ليعقد الصلح بين عجم محمد وبين حسن باشا ويجعل بينهما هدنة إلى أن يأتي أمر الدولة العلية يجري العمل ، فسافر إسماعيل بيك إلى حسن باشا والي كركوك وأخبره بما اتفق عليه رأي محمد بن شاوي وغيره من أعيان بغداد فرضي بذلك حسن باشا ، ولكن عجم محمد نكث لما في باطنه من الغش فحينئذ سعى محمد بن شاوي حتى حرّك أهل نجد على أن يدخلوا بينهما بأن الذي لم يرض [٦] بالهدنة فيكون أهل نجد عليه فسكنت الفتنة فبعد مدّة شهرين جاء أمر السلطنة بتولية حسن باشا وزارة بغداد وبالمحاسبة عجم محمد فيما أكله أول [...](١) وفيما تسبب فيه من إهلاك أموال الدولة والرعية.
فحينئذ استتر عجم محمد وحاول الهرب ، فلما بلغ محمد بن شاوي
__________________
(١) كلمة غير مفهومة.