السنوات الهجرية |
الوقائع والوفيات |
|
الإمام أعزه الله وذلك يوم الخميس من ليلة الجمعة الثامن من شهر جمادى الأولى ، ولما بلغ سلطان العرب ، مكان المسد بين جبل حرا وجبل ثقبة ، وأصوات الملبين من ركبه تجاوب أصداؤها في الفضاء ، ولما بلغوا موقفهم ذاك نادى مناديهم فأناخوا وهم محرمين ، ثم امتطى عظمة السلطان وحاشيته خيولهم وساروا بين السرادقات التي نصبت في الأبطح ، وزادت بالأنوار ابتهاجا بمقدم هذا الزعيم العربي العظيم ، ولما بلغت الخيول قريبا من المسعى ترجّل السلطان ومن معهم وساروا إلى الحرم من باب السلام ، فدخلوا بخشوع وهيبة واحترام ، فطافوا ثم صلوا في مقام إبراهيم ، وخرجوا للمسعى بين الصفا والمروة مشيا على الأقدام ، ثم إلى منزل آل تباحة حيث كان الناس بانتظاره فيه ، فدخل البيت وحل إحرامه ثم سار إلى المخيم استعراض الخيل. وفي الصباح كنت ترى جموع الجند من الإخوان قد ملأت سهل الأبطح تنتظر خروج الإمام لرؤيته والسلام عليه وكذلك جموع أهل مكة من أهل النعم والوجهاء والتجار تنتظر في السرادقات المنصوبة رئيس الموكب السلطاني ، فاستعرض في الأبطح قسم الخيالة من جنده ، فكنت تراهم |