أخلاقه وسيرته رحمهالله :
كان رحمهالله يتخلّق بالأخلاق الفاضلة ، ويترفع عن الأخلاق الرديئة ، وكان يحب العلم وأهله ، ويحزن لموت العلماء ، ويتأثر غاية التأثر ، وكان لا يتكلم إلّا بخير ، ويبغض الغيبة والنميمة وأهلها ، ويحب الإصلاح بين المتشاقين ، ويبذل غاية جهده في ذلك.
وكان لا يقوم من المجلس الذي هو فيه إلّا بعد قراءة كتاب من كتب أهل العلم ولا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله وتلميذه ابن القيم رحمهالله ، فإن لم يكن معه كتاب قرأ آيات من القرآن.
وكان له هيبة ووقار عند مجالسيه ، مع لين أخلاقه ودماثتها.
وكان رحمهالله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ويحب الضعيف ويساعده بما يقدر عليه.
وكان رحمهالله زاهدا ورعا متعففا.
وفي بعض السنين أرسل له الملك سعود رحمهالله ـ لما كان ولي عهد ـ عادته السنوية ، فوجد معها زيادة مائة وخمسين ريال ، فكتب لولي العهد يخبره أنه وجد مائة وخمسين ريال زيادة على عادته السنوية ، فكتب له سعود رحمهالله أن هذا حصل خطأ ، وسامحين لك فيه.
وكان رحمهالله يقرأ كل ليلة آخر الليل أربعة أجزاء من القرآن في قيام الليل ، ويصلي إحدى عشرة ركعة حضرا وسفرا حتى توفاه الله ، ولا يخرج بعد صلاة الفجر من المسجد حتى يصلي صلاة الضحى ، ويصوم من كل شهر ثلاثة أيام دواما ، وستة أيام من شوال دواما ، وتسع ذي الحجة دواما ما لم يكن حاجا ، وعاشر محرم مع يوم قبله أو بعده.