وفي آخرها مات الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي ، وقاض سعدون في نجد ، وصار برد شديد وجراد كثير.
وفي سنةخمس وثلاثين وماية وألف : مات الرئيس سعدون بن محمد الغرير في الجندلية.
وفيها ملك محمد بن عبد الله راعي جلاجل الروضة ، وبنى منزلة آل أبو هلال ، ومنزلة آل بو سعيد ، ومنزلة آل بن سليمان ، وأخرج البعيد من الحوطة وأسكن فيها أهلها آل بو حسين ، وعزل بن قاسم عن الجنوبية ، وولى آل بن غنام وملك الرقراق الفرعة ، وصالح بن معمر أهل العارض وتناوخوا الحميد للبجسة.
وفيها كانت شدة عظيمة ، وهي مبادي سحى القحط والغلا الذي اختلف أسمائه.
وفي سنةست وثلاثين وماية وألف : عم القحط والغلا من الشام إلى اليمن في البدو والحضر ، وماتت الأغنام وكل بعير يشد وهثلوا أكثر البدو في البلدان ، وقاض بن صويط بين الشام والعراق ، وغارت آبار وجلوا أهل سدير ، ولم يبق في العطار إلّا أربعة رجال وغارت آباره الأركيتين ، وكذلك العودة الأركيتين ، جلا كثير من أهل نجد إلى الحسا والبصرة والعراق في هذه السنة والتي تليها ، وذهبوا حرب والعمارات من عنزة ، وذهب جملة ماشي بني خالد وغيرهم ، وكان الأمر فيه كما قال بعض أدباء أهل سدير في تلك الأيام قصيدة يذكر فيها شدة ما أصابهم ويتوسل إلى الله ويدعوه ، قال فيها :
غد الناس أثلاث : فثلث شريدة |
|
يلاوي صليب البين عاري وجايع |