هبت ريح سوداء مظلمة تارة تحمر ، وتارة تصفر ، وتارة تسود ، قد ابتنى ذلك من السماء إلى الأرض كالجبال الشواهق ، وبقيت الأرض مظلمة ظلاما شديدا لا يبصر أحد أحدا ، وأقبل الناس على التضرع إلى الله ، والتوبة ، والاستغفار ، وظنوا أن القيامة قد قامت ، ودام ذلك نحو نصف ساعة ، ثم زال ذلك الظلام وأسفرت الدنيا فلله الحمد والمنة ، وفيها اشتد القحط والغلاء في نجد ، وبيع التمر ثلاث وزان إلى ثلاث ونصف ، والسمن الوزنة بريالين ، والعيش صاع ونصف بالريال.
وفي جمادى الأولى من هذه السنة أمر الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بقتل عيال إبراهيم بن مهنا أبا الخيل أهل روضة الربيعي وهم ستة معهم عبد العزيز بن حسن بن مهنا أبا الخيل ، وهو السابع لهم فقتلوهم. وفي هذه السنة في رجب عزل الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل أحمد السديري عن إمارة بريدة ، وجعل مكانه عبد الله بن جلوي. وفي رجب المذكور من السنة المذكورة حصل فتنة شديدة في حريق نعام بين الهزازنة ، وبين آل خثلان قتل فيها عدة رجال من الفريقين ، فركب الإمام عبد العزيز من الرياض ، وقدم بلد الحريق وحصر الهزازنة في قصرهم مدة ثلاثة أشهر. ثم إنه استولى على القصر ، وهدمه ، وحبس الهزازنة ، وجعل عبد العزيز المعشوق أميرا في الحريق ثم رجع إلى الرياض.
وفي ثامن من رمضان من هذه السنة يوم الخميس توفي إبراهيم بن عبد الله بن مسند المطوع في أشيقر رحمهالله تعالى ، وفي ثامن من ذي الحجة أنزل الله الغيث يوم حادي عشر من ذي الحجة المذكور ، وعم الحياء جميع بلدان نجد فسالت سيلا لم يعهد مثله ، فلله الحمد والمنّة ،