ثم دخلت سنة ١٢٢٣ ه : وفيها في ثامن عشر المحرم توفي الشيخ عبد الله بن محمد بن دخيل في المذنب رحمهالله تعالى. وفي أول صفر من السنة المذكورة وصل المشير فيضي باشا إلى القصيم ومعه عساكر كثيرة ، وقدم عليه العسكر الذي كانوا في الكهف بعد وقعة قصر ابن عقيل ، وقدم عليه في عنيزة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. واستقر الحال على أن الدولة تجعل نقطة في عنيزة أربعين رجلا ، ونقطة في بريدة مثلها ، فجعلوهما في البلدتين المذكورتين. ثم ارتحل المشير المذكور من القصيم وتوجه إلى المدينة ، ومنها إلى اليمن وترك العسكر الذي قدموا عليه من الكهف في الشيحيات فأقاموا هناك ، وقدم عليهم في الشيحيات فريق باشا ومعه عساكر كثيرة من المدينة ونزلوا هناك. وأما الإمام عبد الرحمن بن فيصل فإنه أقام في عنيزة أياما ، ثم توجه إلى الرياض ، وفي هذه السنة توفي إبراهيم الصالح القاضي في عنيزة رحمهالله تعالى.
وفي ربيع الأول من هذه السنة سطو آل مسعود في الشعرا ، وقتلوا حمد بن عبد الله الزير ، وحصروا أخاه عبد الرحمن في بيت أخيه حمد وحصل بينهم وبينه رمي بالبنادق ، فقتل منهم أربعة رجال ، وهم :
إبراهيم بن سيف بن مسعود ، ومحمد بن صعب وأخوه عبد الله ، ومحمد بن سعد العجاجي. ثم إنهم ظفروا بعبد الرحمن المذكور وقتلوه ، وأخرجوا آل ضويان من البلد إلى القويعبة ، واستولوا على الشعرا وتولى الإمارة فيها عبد الله بن سعد بن ناصر بن مسعود.
ثم دخلت سنة ١٢٢٤ ه : وفيها في ليلة سابع عشر من صفر الوقعة المشهورة بين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ، وبين الأمير