الإمام معهم رجلا ليرجع بالركايب ، فلما وصلوا إلى الكهف جاءهم الخبر بوصول ابن رشيد بجنوده إلى قصيبا وكان قد توجه من السماوة في أول يوم من ربيع الأول ومعه من عسكر الترك ألفان وخمسمائة نفر ومائة وسبعون خيالا وثمانية مدافع ، ومعه من عربان شمر خلائق كثيرة.
بلغ ابن ضبعان ومن معه وصول ابن رشيد إلى قصيبا توجهوا إليه وقدموا عليه فيها ، وأذن للرجل الذي معهم من الإمام بالرجوع بالركايب المذكورة التي تزولها ابن ضبعان ، وأصحابه ، وأرسل ابن رشيد معه رجلا من خدامه إلى بريدة ، فأقام خادم ابن رشيد عند الإمام في بريدة ثلاثة أيام ، ثم أذن له بالرجوع إلى ابن رشيد فتوجه إليه.
ثم إن ابن رشيد ارتحل من قصيبا بمن معه من الجنود ، ونزل على الشيحيات فلما علم بذلك الإمام ارتحل هو وأهل القصيم ونزلوا البكيرية ، ونشب القتال بين الفريقين بعد الظهر من يوم الخميس يوم تسعة وعشرين من ربيع الآخر ، وصار ابن رشيد وأهل حائل والعسكر وبعض البادية في مقابلة الإمام ومن معه من أهل الرياض ، والمحمل ، وسدير ، والوشم.
وصار الآخر ماجد بن حمود ومعه غزو بلدان الجبل وبعض البادية في مقابلة أهل القصيم. وصارت ملحمة عظيمة وصارت هزيمة على الإمام وقتل من أهل الرياض والوشم وسدير خلائق كثيرة وجرح الإمام جرحا وعافاه الله منه. وأما أهل القصيم فإنهم هزموا ماجد بن حمود. وممن قتل في هذه الوقعة ماجد بن حمود وقمندان العسكر ، وقتل من العسكر خلائق كثيرة منهم رمضان باشا ، ومن أهل الرياض نحو مائة وعشرين منهم فيصل بن سعد بن سعود بن سعود وفهد بن إبراهيم.